انعقاد ملتقى “حاتـم الطائي” بمنطقة حائـــل الأسبوع الماضي وعلى مدى ثلاثة أيام لم يكن الوقت فيه كافياً لتعديد ما لذلك الرمز العربي الخالد من مآثر إنسانية جميلة، وشيم عربية أصيلة تبدأ وتنتهي بصورة الكرم الذي يقول عنه الكثير من المؤرّخين والباحثين والرحالة: إنه يتغلغل في مظاهر الحياة الاجتماعية بمنطقة حائل منذ مئات السنين، كما يؤكّد هؤلاء أنه لا يخلو أي بيت من بيوتها إلا ويكون للكرم وحسن الاستقبال حضور لافت.

بين أدبي حائل وجامعتها وهيئة تطوير المنطقة وجهات حكومية وأهلية أخرى توزعت المناشط وقُدّم للرمز العربي “حاتم الطائي” تلويحة جميلة، وثناء عطر على مسيرته العابقة بالأصالة، فقد جاءت المشاركات محلية من كل مناطق المملكة، من الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية والغربية ونجران وأبها والباحة وجازان وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومناطق الشمال، فرغم أن أوراق العمل متنوّعة ومختلفة إلا أنها أجمعت على هذا الثراء المدهش لهذه الشخصية العربية الفذة.

المشاركة العربية في هذا الملتقى كانت واضحة، فقد جاء بعض الضيوف محملين بعبق الحكايات الجميلة عن سيرة الطائي.. من الكويت واليمن والجزائر ومصر والأردن وفلسطين، ولم يخل الملتقى من حضور عالمي تمثَّل في بث فيلم وثائقي غربي عالمي يحكي مسيرة الكرم والنبل لدى هذه الشخصية المتجذرة في وجدان التاريخ، إذ أكّد المشاركون في هذا الفيلم على عالمية وشهرة الطائي.

“الرعاة” كثر في هذه المناسبة وكان للشيخ علي الجميعة حضور واضح فيها.. حيث تجلّى العطاء الجميل. وأبى ملتقى “الطائي” إلا أن يفيض كرماً وبهاءً حينما طوّق أعناق بعض أبناء المنطقة بأكاليل الفخر، حيث تم تكريمهم في مساء ماطر يضوع الحب ويبعث الأمل.. فكان على رأس المكرمين الراحلين: فهد العريفي وفهد المارق وحسن الغاطي عليهم رحمة الله وآخرون أحياء أسهموا بعطاء المقل ولم يفعلوا سوى الواجب إلا أن لفتة الملتقى جاءت بكرم الوفاء والذكرى الطيبة وتقدير هؤلاء.

صاحب فكرة الملتقى نايف بن مهيلب المهيلب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بمنطقة حائل أكَّد في تفاصيل هذه المناسبة وفعالياتها أن التكريم لهؤلاء المبدعين والمبدعات في مجال الثقافة والمعرفة والعمل الإنساني سيستمر في كل عام وسيكون نهجاً عملياً معتاداً لتقديم صورة الوفاء طالما أننا في حضرة سيرة أب الكرم حاتم بن عبد الله الطائي.. ويأمل في جل أحاديثه للإعلام “المهيلب” أن لا يغضب أي أحد ممن تأخر تكريمه في الموسم الأول هذا العام، كما يؤكّد على أن الأعوام القادمة ستشهد تطوراً لافتاً في أنشطة الملتقى، إذ ستشمل فعالياته جميع محافظات المنطقة بلا استثناء.

النشاطات المصاحبة للملتقى جاءت مدهشة في كل من الحفير وتوارن وجبة فكان المطر وعبق الأرض وجمال جبال أجاء وسلمى وأم سنمان شواهد ومشاهد لا تمحى من ذاكرة من حضروا هذا اللقاء المتميز.