لولا أنّ الصحف المحلية تعج بشكاوى المواطنين من مختلف مناطق المملكة حول سوء خدمات الخطوط السعودية بالنسبة للرحلات الداخلية، لزعمت أن حائل هي المنطقة الوحيدة، التي تعيش المعاناة المستمرة مع ناقلنا الوطني (الوحيد)، وليت الأمر اقتصر على ذلك! فلقد تطورت المعاناة
إلى ما يعكس وضعاً متردياً تعيشه الهيئة العامة للطيران المدني، التي استبشرنا فيها خيراً بعد استقلالها عن وزارة الدفاع.
بالأمس كان مواطنو حائل يعانون نقص الرحلات الداخلية من وإلى حائل، خاصةً مع الرياض العاصمة التي تشكل بالنسبة لهم المحطة الأهم بسبب الحاجة للعلاج والدراسة ومراجعة الوزارات والمصالح الحكومية والتسوق، فضلاً عن أنها محطة مرور رحلاتهم الدولية، وقد تم معالجة هذا النقص بعد سنوات من المعاناة والمطالبات الشعبية عبر وسائل الإعلام وجهود بعض أعيان حائل بزيادة عدد الرحلات من رحلتين إلى ثلاث يومياً. هذا ما كان بالأمس القريب، لكن اليوم تحولت معاناة أهل حائل إلى مسألة تنظيمية أقل ما يقال عنها أنها استهتار بالمواطن، وتتمثل بالبحث عن (بوابة) لرحلات حائل من مطار الملك خالد، ولا أدري هل هي محصورة برحلات حائل أما تم توزيعها على مناطق أخرى ؟ فإن كان كذلك فهذا مؤشر على تردي الخدمات الأرضية لمطار الملك خالد الدولي.
وحتى نستوعب مشهد البحث عن بوابة، تأملوا ما حدث في رحلة مساء يوم الثلاثاء 27 مارس 2012م، المغادرة من مطار الملك خالد بالرياض إلى مطار حائل، فحسب الشاشة أن رحلة حائل على بوابة (33) التي كانت مغلقة، فقيل للركاب بطريقة الهتاف (محطات الباصات) بالتوجُّه إلى البوابة (35)، فتوجه الجميع إلى هناك وتجمهروا حول موظف الخطوط، الذي كان يحاول التواصل مع زملائه لفتح البوابة، فلم تفتح !! فطلب منهم العودة إلى البوابة (33)، وبالفعل عاد الركاب، ومنها نزلوا إلى الحافلات، ومن الحافلات صعدوا إلى إحدى بوابات الصالة الدولية، التي أوصلتهم بخرطومها إلى جوف الطائرة، ولك أن تتخيل وضع العائلات وكبار السن والأطفال مع هذه الرحلة التي تعكس واقع مطاراتنا المخجلة في وقت تعتبر بلادنا الرقم الاقتصادي الرئيس في حركة الاقتصاد العالمي.
هذا المشهد تكرر نوعاً ما في رحلة السعودية من مطار الملك خالد بالرياض إلى مطار حائل، صباح يوم الاثنين 9 أبريل 2012م، فلا يوجد بوابة، إنما حافلة وطائرة مزوية على أرض المطار هناك تنتظر ركاب المعاناة. أما إذا كنت ممن لا يتأثر بالمعاناة فلك أن تزور مطارات العالم حتى تموت كمداً لا قدر الله.
kanaan999@hotmail.comتويتر @moh_alkanaan