يُمثِّل ديوان: «عندما يسقط العرَّاف» إضافة شعرية مهمة في حركة الشعر السعودي الحديث بما حمله من لغة جديدة لحظة صدوره وفي الوعي بأهمية استخدام بعض الرموز في النص الشعري متداخلاً مع الحدث وتداعياته في الحالة اليومية خصوصاً على المستوى السياسي والديني.
صدور هذا الديوان في طباعة أنيقة ومترفة عن «دار المريخ» بمقدمة الناقد المصري جلال العشري الذي قال عن شاعره ومبدعه أحمد الصالح الصالح «مسافر» بالشاعر - المسافر أبداً -.هذا الديوان الذي حمل قصائد تقطر عذوبة ورومانسية وكانت المرأة فيه حاضرة الأنثى - الأرض - والوطن فيما كانت هذه المرأة تُمثّل الرمز كما نجد ذلك في قصيدة: «مواقف لامرأة العزيز»..
يقول الصالح في هذه القصيدة:
وإمرأة العزيز
راودت.. رجالنا
ثلاث.. مرات
فقدَّ منهموا القميص
من قُبُل
وقدَّ من خلاف
غير أن قصيدة «قراءة في يوم الغفران».. تحمل دلالاتها التاريخية والدينية ورمزيتها اللغوية المتماهية والمتداخلة مع النص الديني في تجلياته المختلفة يقول الصالح في هذه القصيدة:
يا أيها العراف
حبيبتي الحسناء
تدعى أورشاليم
تنام كالسبيّ
في عيون المذنبين
وتشتهي قراءة الهوى
في أعين المجاهدين
في دموع التائبين
متاعها الصبّار واليقطين
لقد كان صدور هذا الديوان إضافة للخطاب الشعري السعودي آنذاك بما مثّله حينها من قيمة شعرية, تزامن ذلك مع صدور ديوان «رسوم على الحائط» للشاعر سعد الحميدين الذي شكَّل وقتها تدشيناً للقصيدة السعودية الحديثة.
أحمد الصالح «مسافر» واحد من أبرز الشعراء الذين ارتبطت أسماؤهم بمرحلة صعود وبروز القصيدة الحديثة وما زلت أتذكر قصيدته «الشنفرى يدخل القرية ليلاً» وهي من القصائد الفارقة في تجربته الشعرية التي هي تجربة جديرة بالدراسة وقراءتها بوعي في سياق الحركة الشعرية السعودية في كلاسكيتها وحداثتها على السواء.