صدفة عجيبة أن يكون موعد مقالي السابق يوم الأربعاء الماضي متزامناً مع رحلة داخلية لي إلى القصيم على (الخطوط السعودية)، ما حدث في مطار الملك خالد الدولي مساء يوم الأربعاء الماضي كان يمثِّل رحلة عذاب بدأت مع دخولي المطار في تمام الساعة السادسة مساء لأن موعد رحلتي كان في الساعة الثامنة مساء، وقد وجدت المطار على غير عادته مكتظاً بالمسافرين، كثير الحركة، والضوضاء لم أعر الموضوع اهتماماً وظننت أن السبب هو نهاية الأسبوع وسفر الكثير.
وبعد أن أنهيت إجراءات سفري ودخلت الصالة الخاصة بالانتظار فوجئت بالأمر وعرفت الحقيقة وهي تعطّل رحلات السعودية منذ ظهر الأربعاء، والأمر في الموضوع أن (السعودية) لم تعلن عن هذا التعطيل ولم تحدد المواعيد الجديدة، بل إنني وجدت في الصالة التي كنت فيها مسافرين إلى جدة كانوا في الانتظار منذ الساعة الثانية عشرة ظهراً، ولم تقلع رحلتهم إلا في تمام الساعة الحادية عشرة، وقد فوجئت بزميلة عزيزة تهاتفني بأنها عادت إلى منزلها بعد انتظار دام أربع ساعات وبعد أن شحنت حقائبها التي سافرت (أي الحقائب) وحدها بعد ذلك.
مشكلة السعودية مع الأمور الطارئة تحتاج إلى حل حاسم لأنه في ظل هذه الفوضى وعدم اتخاذ قرار وعدم توضيح ما يدور في الأفق يجعل الإنسان في حيرة، هل يعود أدراجه إلى منزله فيخسر رحلة كان يرتبط من خلالها بمواعيد مهمة في المدينة الأخرى التي سيسافر إليها، أم يبقى في المطار وهو لا يعرف متى ستكون الرحلة القادمة، وهل ستكون أم أن الرحلات ألغيت نهائياً وكل ذلك كان يجلب التوتر للناس ومعهم كل الحق، أعرف أن ذلك اليوم شهد عاصفة رملية عاتية وهذه العاصفة أجلت الرحلات، إذا كان الأمر كذلك لماذا لم توضح (السعودية) للمسافرين عبر رسائل الجوال ما سيتم في وقت يساعد على اتخاذ القرار من المسافر نفسه فإما العودة أو البقاء في المطار.
بقي أن أوضح أن موعد رحلتي المتجهة إلى القصيم الساعة الثامنة أقلعت الساعة الواحدة من فجر الخميس وخلال هذه الفترة كنت لا أعرف... أتأرجح في اتخاذ هل أعود أم أبقى؟ والنتيجة تعب وانتظار عليّ وعلى مستقبليّ في مطار القصيم.
يا خطوط السعودية:
هذا مقال نقد وليس مقال عتاب ويبدو أن النقد سيظل إلى أن تتحسَّن الظروف فيك.