الجزيرة - نورة الشبل
تواصلت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لليوم الثاني فعاليات الندوة الأولى لكراسي البحث في المملكة: التجربة المحلية في ضوء الخبرات الدولية.. الندوة التي يرعاها وزير التعليم العالي وافتتحها مساء أمس الأول الاثنين معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل انطلقت جلستها الثانية صباح أمس الثلاثاء بورقة الدكتور حسين برعي الذي استعرض في ورقته موقع الكراسي البحثية ضمن الخطة الإستراتيجية لجامعة الملك عبدالعزيز، ثم تطرق لأنواع الكراسي العلمية بالجامعة والمتمثلة في الكراسي الوقفية الدائمة: وهي عبارة عن الأوقاف العينية الدائمة لدعم البحث العلمي للجامعة تدر عائداً سنويا محدداً بالاتفاق والكراسي العلمية المؤقتة وهي عبارة عن منح مالية لدعم أبحاث علمية معينة لا تقل مدتها عن ثلاث سنوات وعائداً سنوياً محدداً بالاتفاق والكراسي العلمية المشتركة وهي التي يتم تنفيذها بالمشاركة مع مؤسسات تعليمية أو بحثية داخل المملكة أو خارجها وقد تكون إما دائمة أو مؤقتة.
كما تناول أ. د. محمد بن أحمد الودعان «تجربة جامعة الملك سعود في تقييم كراسي البحث» مؤكداً أن عملية تقييم كراسي البحث أحد أهم التحديات التي تواجه إدارة برامج كراسي البحث في جامعة الملك سعود لما لها من نتائج يترتب عليها استمرارية عمل الكراسي وتمويلها ودعم أنشطتها وفعالياتها.
حيث يرى الودعان أن عملية التقييم في برنامج كراسي البحث في جامعة الملك سعود تتم وفق مجموعة من الإجراءات العملية التي تهدف إلى تقدير ما يبذل من جهد لتحقيق الأهداف المحددة لكل كرسي بحث في ضوء ما اتفق عليه من معايير وما وضع من تخطيط مسبق، والوصول به إلى تحقيق أهداف الجامعة.
مضيفاً أن عملية تقييم كراسي البحث داخل البرنامج تتم في ضوء معايير تقويمية لخلق نوع من المنافسة المستدامة بين الكراسي البحثية، من خلال مراحل عملية تقييم كرسي البحث التي تبدأ بجمع البيانات (الإنجازات والفعاليات والأنشطة) التي قام بها الكرسي، وتحليل هذه البيانات وتفسيرها من خلال المعالجة الإحصائية.
ثم قدم أ.د.فهد بن عبدالعزيز العسكر.. عميد البحث العلمي وأمين برنامج كراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورقة بعنوان «برنامج كراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. الريادة في التنظيم والتقويم» بين فيها أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية شهدت خلال السنوات الخمس الماضية طفرة كبيرة في العناية بالبحث العلمي، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى إنشاء البرامج، والمراكز، والعمادات، والوحدات البحثية، ولقد أدى إنشاء هذه الوحدات إلى تكون منظومة للبحث العلمي في الجامعة، تضم وحدات رئيسة تتولى مهام التخطيط للبحث والقيام بمهامه التنفيذية، وأخرى داعمة تتولى توفير الخدمات اللازمة للبحث والباحثين.
ويمثل برنامج كراسي البحث الذي أطلقته الجامعة عام 1429هـ أحد أهم مبادراتها المؤسسية لتعزيز بنية البحث العلمي، وتوفير البيئية الملائمة للبحث والتطوير، وعلى الرغم من أن إطلاق البرنامج قد تم في 17-2-1429هـ حينما اعتمد مجلس الجامعة لائحة كراسي البحث إلا أن الإعداد لإنشاء برنامج كراسي البحث قد استغرق أكثر من عام تم فيه إجراء عدد من الدراسات ومسح كم كبير من التجارب العالمية الرائدة في أوروبا، وأمريكية، وآسيا في مجال إنشاء، وإدارة، وتمويل كراسي البحث.
ولقد تواصلت خطوات برنامج كراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتعززت قدراته خلال السنوات الأربع التي تلت إطلاقه، حيث يضم البرنامج حالياً أكثر من 40 كرسي بحث، ويتفرد بأسبقيات ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما على المستوى الدولي ولاسيما في جانبي البنية التنظيمية، والتقويم المستقل، حيث تفخر الجامعة بتكامل البنية التنظيمية لبرنامج كراسي البحث فيها، كما تفخر بتفرد البرنامج بنظام خاص للتقويم المستقل، يعد الأول خارج جمهورية كندا، التي يتم فيها تقويم كراسي البحث بشكل مستقل عن التقويم المؤسسي الذي تخضع له الجامعات.
وقدم البروفسور العسكر في ورقته عرضاً مختصراً يتناول عدة محاور تصف تجربة برنامج كراسي البحث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك من خلال سياسة البرنامج، ورؤيته، وغاياته ومكونات البرنامج ومقومات تميز البرنامج ومنجزات الكراسي العاملة.
كما قدم الدكتور ناصر العقيلي ورقة بعنوان «استقطاب الأساتذة المتميزين للكراسي البحثية: تجربة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن» أكد فيها أن الكراسي البحثية تمثل خطوة رائدة تهدف إلى إشراك القطاع الخاص في دعم البحث العلمي داخل الجامعة، وهي تنطلق من إيمان عميق بقدرة هذا القطاع على الدعم والمؤازرة، وأداء أدوار جديدة تخدم مسيرة التنمية، وتدعم دور المؤسسات التعليمية في تقديم أفكار ابتكارية وإنتاج المعارف وتطوير المجتمع ودعم المسيرة التنموية. وقد حقق هذا المشروع استجابة طيبة تعكس تفهماً كبيراً لدور البحث العلمي وإسهاماته التنموية، واستعداداً لتحمل جانب من المسؤولية تجاه تطوير البحث العلمي. كما تدل على ارتفاع درجة الوعي ونضج الحس الاجتماعي والعلمي لدى رجال الأعمال، واقتناعهم بدور الجامعات وقدرتها على أداء دور مهم على صعيد البحث العلمي.
مؤكداً أن المشروع نجح في رفع مستوى التعاون بين الجامعة والقطاع الخاص لتعزيز دور العلم والبحث العلمي الذي تقوم عليه نهضة الأمم. وقد واصلت الجامعة تفعيل برنامج كراسي الأستاذية العلمية، واستطاعت، من خلالها، أن تستقطب المزيد من رجال الأعمال والقطاع الخاص ليسهموا في دعم البحث العلمي. ووصل مجموع الكراسي العلمية في الجامعة، بحمد الله، إلى 25 كرسياً. وقد أسهمت الكراسي البحثية في تعزيز قدرة الجامعة على استقطاب علماء وباحثين متميزين على مستوى عالمي، والتركيز على مجالات بحثية مواكبة للاحتياجات الوطنية والتنموية، وزيادة النشر العلمي والنتاج البحثي المتميز.
وفي الجلسة الثالثة من جلسات الندوة استعرض المشاركون عدداً من نماذج لتجارب دولية في مجال كراسي البحث.. حيث قدم د. صالح بن سليمان البقعاوي ورقة بعنوان «التجربة الماليزية في كراسي البحث» واستعرضت الورقة مزايا الكراسي العلمية في الجامعات الماليزية (الحكومية والأهلية)، وأهمها عدد الكراسي البحثية العلمية لا يتجاوز 20 كرسيا علميا في حين تبلغ الكراسي البحثية المؤقتة (المنح البحثية) المئات كذلك مدة الكرسي البحثي العلمي تكون مفتوحة ولا يغلق الكرسي أو تنهى مدته وهو دائم ومستمر، لأنه بمثابة مدرسة أو معهد أيضاً دعم الكراسي البحثية العلمية بأنواعها عادة يكون من وزارة التعليم العالي، وأحيانا من الشركات، والمؤسسات التجارية إلى جانب هذا يكون للكرسي أستاذ كرسي (وقائد مشروع للمنحة البحثية) وهو المشرف العام على الكرسي ويكون مفرغا تماما للإشراف على عمل الكرسي وتكون مدة الإشراف أربع أو ثلاث سنوات.