عندما تخفت الأضواء عن شخص ما أو منظمة سياسية وحتى جماعة إرهابية، فالحل هو اللجوء إلى القيام بأعمال متهورة ليعاد الحديث عنهم على الأقل في الإعلام ونشرات الأخبار.

هذا ما اعتدناه كثيراً من أفعال الجماعات الإرهابية بالذات التي يمكن القول بأن عملياتها الأخيرة أصبحت إعلامية دعائية تلفزيونية لا تحقق أهدافاً إن كانت لهم أهداف ولا تضيف إلى رصيدهم المتآكل أصلاً.

تنظيم القاعدة الذي بدأ الاهتمام به يتقلص فضلا عن تآكل التأييد لهؤلاء الإرهابيين الذين كانوا يحظون بدعم نفر قليل من الأنصار، وفي محاولة من هذا التنظيم العودة إعلامياً على الساحة المحلية بالذات بعد أن انفض من حوله الأنصار، أقدم على ارتكاب حماقة يؤكد المختصون والمحللون للأعمال الإرهابية بأن هذه الحماقة ستقضي على البقية الباقية من الذين يناصرون هذا التنظيم الإرهابي؛ فعملية اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي، وظهور أحد المطلوبين من أعضاء التنظيم الإرهابي وهو يملي شروط تنظيمه على السفير السعودي في صنعاء أثار الغضب والاشمئزاز لدى المواطنين السعوديين الذين تأكد لهم للمرة الألف بأن هؤلاء الإرهابيين لا يراعون ديناً ولا أخلاقاً، ولا يوجد لديهم انتماء ليس للوطن فحسب بل ولا للإنسانية أيضاً إذ انعدمت لديهم مراعاة قيمها.

فالسيد عبدالله الخالدي مواطن سعودي يؤدي واجبه لخدمة المواطنين السعوديين واليمنيين الذين يتقدمون للقنصلية السعودية في عدن للحصول على خدماتها، وهو قبل كل شيء إنسان يخدم المواطنين ووراءه أهله وعائلته وأبناؤه فكيف يُروّع هؤلاء جميعاً؟! وهل يجوز خرق كل القيم الدينية والأخلاقية وخرق ضوابط الإنسانية من تنظيم يزعم بأنه ملتزم دينيا..!!

جريمة الاختطاف الأخيرة هذه تكرس نظرة السعوديين جميعاً لهذا التنظيم الإرهابي الذي لم يجد قبولاً داخل المملكة ففر نفر قليل.. وقليل منهم إلى جبال اليمن بعد أن نبذهم الجميع.

وهكذا كسبت القاعدة وهجاً إعلامياً مضاداً بارتكاب هذه الجريمة التي ضاعفت كره واشمئزاز المواطنين السعوديين من الأفعال الإرهابية المشينة.