الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح

تتواصل فعاليات برنامج أمانة منطقة الرياض السنوي لهذا العام في خدمة المجتمع، من خلال تقديم العروض المسرحية ومهرجان ربيع الرياض ومعرض الرياض النسائي الثالث، والمقام حالياً بجامعة الأمير سلطان الأهلية بمدينة الرياض، والذي يشارك فيه أكثر من 100 سيدة من النساء والفتيات لتقديم إبداعاتهن وأفكارهن ومنتجاتهن في مجالات العمل الاستثماري والحرفي، في ملمح جديد يحقق مفهوم التنمية الاجتماعية، ويمثل مهرجان الرياض النسائي الثالث والذي تنظمه أمانة منطقة الرياض واحداً من حزمة من الأنشطة والفعاليات التي يزخر بها برنامج الأمانة السنوي والتي نجحت في استقطاب فئات واسعة من سكان مدينة الرياض وزوارها، حيث استهلت الأمانة أنشطتها الاجتماعية بمهرجان مسرح الأسرة، والذي أقيم خلال إجازة منتصف العام الدراسي في عدد من الساحات الكبرى والحدائق العامة، وقدم باقة متنوعة من العروض المسرحية والترفيهية والألعاب الاستعراضية والتي وجدت قبولاً كبيراً لدى جميع أفراد العائلات السعودية، والتي أتيح لها الاستمتاع مجاناً بهذه الأنشطة والفعاليات.

وتفوقت أمانة الرياض في برنامج فعالياتها السنوي لخدمة المجتمع هذا العام في تقديم الترفيه الهادف من خلال تقديم عدد من العروض المسرحية المختارة بعناية مثل مسرحية «هوامير مول» والتي عرضت للرجال بمركز الملك فهد الثقافي، والمسرحية النسائية «صرقعة وفرقعة» وعروض «ستاند أب كوميدي» والتي شارك في تقديمها نخبة من الفنانين الشباب وسط حضور جماهيري غفير، ومسرحية «فورمات مخ».

واستطاعت أمانة منطقة الرياض أن تكرس مفهوم «الترفيه الهادف» من خلال فعاليات مهرجان ربيع الرياض والتي أقيمت خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني بساحة العروض بالدائري الشرقي على مساحة تزيد عن 90 ألف متر مربع تشمل مساحات خضراء وأركان توعوية وعروض مسرح الطفل ومسابقات في فنون الرسم والتصوير وتنسيق الحدائق.

وعلى مدار 10 أيام استقبل مهرجان ربيع الرياض قرابة ??? ألف زائر وزائرة استمتعوا بالفعاليات الترفيهية في أجواء ربيعية جميلة.

وتوالت جهود أمانة الرياض في خدمة المجتمع برعاية وتنظيم معرض الرياض النسائي الثالث والذي يشارك في فعالياته أكثر من 25 جهة حكومية وجمعية خيرية تحت شعار «طموح.. فكرة.. حرفة» ويهدف المعرض إلى الإسهام في إيجاد فرص واعدة للنساء صاحبات الفكر والموهبة والطموح لتحويل هذه الأفكار والمواهب إلى حرف ومشروعات ومنتجات ودعم وتشجيع سيدات الأعمال الشابات، ويكتمل تميز برنامج أمانة الرياض السنوي في خدمة المجتمع، بالكثير من الأنشطة والفعاليات والعروض المسرحية والأمسيات ومهرجان التراث والأسر المنتجة، والتي تجمع بين الجوانب الترفيهية التنموية مما جعلها موضع إشارة وتقدير الكثير من الأكاديميين المتخصصين في العلوم الاجتماعية، فضلاً عن جموع المواطنين والمقيمين.

وهو ما يؤكده الدكتور خالد بن عمر الرديعان الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود بقوله إن برنامج أمانة الرياض السنوي لخدمة المجتمع يتجاوز الإطار التقليدي لعمل البلديات من نظافة وإنارة ومراقبة الصحة العامة وإصدار التراخيص لإنشاء المباني حيث تقوم أمانة الرياض بدور حضاري حقيقي من خلال صناعة الترفيه الهادف ورعاية الأنشطة الاجتماعية بما يلبي احتياجات الإنسان.

ومن المعروف أن الترفيه يدخل ضمن المؤشرات المهمة لقياس مستوى الفقر فالأشخاص الذين لا يستطيعون الترفيه عن أنفسهم في هذه الدول يعدون من الفقراء.

وبالتالي فإن ما تقوم به أمانة الرياض من تقديم برامج ترفيهية، يلامس الاحتياجات الإنسانية، ولا سيما وأنه يستهدف في جانب كبير منه الفئات التي تحتاج فعلاً للترفيه مثل الشباب والأطفال والنساء، وهو ما يجعل من ذلك عملاً تربوياً وثقافياً واجتماعياً ووسيلة لتحقيق التقارب بين أفراد الأسرة.

وفي ذات الاتجاه يقول الدكتور حميد الشايجي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود إن برنامج أمانة منطقة الرياض لخدمة المجتمع يشكل حراكاً ثقافياً بكل معنى الكلمة، من خلال تنوع فعالياته الاجتماعية، ولا سيما الفعاليات التي يشارك فيها جميع أفراد الأسرة ويؤكد الدكتور الشايجي أن الخبرة التراكمية لأمانة منطقة الرياض في تنظيم مثل هذه الفعاليات أسهمت في تطويرها بصورة كبيرة، بما ضاعف من عدد المستفيدين منها وبخاصة في ظل الحرص على توافق هذه الأنشطة مع قيم المجتمع وتقاليده، وهو أمر بالغ الأهمية لإحداث التدرج في تغيير نظرة الناس نحو مفهوم الترفيه والترويج وعدم الاصطدام بالقيم الاجتماعية.