أكَّد مسؤولٌ في البيت الأبيض أن زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز للولايات المتحدة تحمل ثلاث دلالات، الأولى هو تأكيد استمرار العلاقات الإستراتيجية القوية بين المملكة والولايات المتحدة، والثانية هو التعبير عن القلق المشترك في مواجهة التحديات المختلفة في المنطقة خاصة ما يجري في سوريا، أما الدلالة الثالثة فهي صلابة التنسيق الأمريكي السعودي في مواجهة الخطر الإيراني على منطقة الخليج.
منذ خمسين عاماً لم يحصل توافق بين البيت الأبيض والكونغرس، فلأول مرة يعطي الكونغرس الضوء الأخضر كاملاً تجاه المملكة، بما في ذلك المعارضون الجمهوريون أبرزهم السناتور جون ماكين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس مما يعني ثقل وحجم المملكة وممثلها سمو وزير الدفاع.
زيارة أمير الدفاع، إلى الولايات المتحدة الأمريكية أتت قبيل انعقاد قمة حلف الناتو يومي 20 و21 مايو2012م في شيكاغو، التي ستناقش عمل الحلف، حيث أدرك الساسة والمعنيون بأن تعاون الحلفاء في الدفاع عن القيم المشتركة في البلقان وأفغانستان والشرق الأوسط وشمال إفريقيا يستلزم ضم أعضاء وشركاء إستراتيجيين جدد.
ولم تأخذ الزيارة الطابع العسكري فقط، بل والإستراتيجي أيضاً، ذلك لأنه لا يوجد حليف الآن في منطقة الشرق الأوسط أهم من المملكة العربية السعودية، وأصبحت العلاقة مميزة في شكلها السياسي والاقتصادي أيضاً، إذ أثبتت هذه الزيارة أن المملكة ليست فقط حليفاً إستراتيجياً في مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل، أو في المساعدة على دعم الاستقرار في العراق، أو قضايا الأمن الإقليمي في الخليج في مواجهة إيران، وإنما في تعزيز الرؤية الحضارية للإسلام في العالم في مواجهة الإرهاب والعنف.
كلنتون صرحت في الرياض قبل أسابيع، التزام أمريكا «الصلب كالصخر ودون مهاودة» حيال المملكة وحلفائها، وأكّدت ذلك خلال لقائها بوزير الدفاع السعودي في واشنطن.
والله الموفق،،
turki.mouh@gmail.com