|
الجزيرة - الرياض :
رعى معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان المؤتمر العالمي للمركز الجامعي لأبحاث السمنة في القاعة الرئيسة بكلية الطب الذي يحمل عنوان «السمنة من البحث إلى التطبيق الإكلينيكي»، الذي يهدف إلى إبراز أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية الحديثة في مجال الوقاية من مرض السمنة، وكذلك الوسائل الفاعلة لعلاجه.
حضر المؤتمر سعادة عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية الدكتور مبارك بن فهاد آل فاران، ومدير المركز الجامعة لأبحاث السمنة الدكتور عاصم بن عبد العزيز الفدا، ونخبة من أبرز العلماء العالميين والمختصين في مجال السمنة.
وأكّد معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان على أنه لا يمكن حل مشكلات اليوم سواء أمراض مزمنة أو مشكلات اقتصادية أو أي مشكلة أخرى إلا بالبحث والتطوير، مشيرًا إلى أن أي دولة تريد أن تتجاوز كل التحديات التي أمامها لتسهيل حياة أفضل لشعبها وخدمة المجتمع والرفع من مستوى الرفاهية للمواطن، لا بد من التركيز على البحث والتطوير، فالأمراض المزمنة في المملكة مثلها مثل أي مجتمع آخر، فمرض السمنة إن لم تتصد له مراكز البحوث مثل جامعة الملك سعود ممثلة في كلية الطب أو أي مراكز بحوث وطنية أخرى لا نستطيع أن نحل المشكلة، متسائلاً: هل نعتمد على الآخرين في حل مشكلات محلية مزمنة؟! مطالبًا بالمزيد من الدعم الحكومي والقطاع الخاص للبحث والتطوير، فسر التفوق بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في القرن الـ21 هو البحث.
وأضاف الدكتور العثمان: الدعم المالي للكراسي البحثية هو مسؤولية المشرف على الكرسي وهناك مجموعة من الأهداف الإستراتيجية للكراسي البحثية أهمها الحصول على الدعم والتمويل وهذه ليست مسؤولية الجامعة، بل هي مسؤولية المشرفين على الكراسي البحثية، والجامعة تتدخل في أوقات معينة لدعم مؤقت لكرسي أو أكثر ولكن المسؤولية تبقي بالدرجة الأولى على اللجنة المؤسسة للكرسي، وكراسي البحث في جامعة الملك سعود تمتلك محفظة استثمارية عقارية وقفية تقدر بنحو 500 مليون ريال، عائدات هذا الوقف سوف يصرف منه على الكراسي البحثية.
وقال: ما حققته جامعة الملك سعود كثير جدًا لكني أراه ماضيًا ونحن دائمًا نتحدث عن المستقبل، فالجامعة ولله الحمد وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبشهادة الجميع وبدعم كبير جدًا شخصي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية -حفظهما الله-، وبالدعم الكبير من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في استكمال البنية التحتية للجامعة، وفي تمويل مشاريع بحثية رائدة سجلت في المحافل الوطنية باسم الوطن، مشيرًا إلى أن شهادة التفوق للجامعة ليست من جهة أو اثنين، بل من الجميع فهناك شهادات من عدد من هيئات الاعتماد الأكاديمي للوظيفة التعليمية، وهناك شهادات كثيرة في قضية البحث والتطوير ولعل آخرها معرض جنيف وما حققته جامعة الملك سعود في المعرض الأخير من الميداليات الذهبية: 11 ميدالية ذهبية و4 فضية و4 برونزية وهو ما لم تحققه كثيرًا من الجامعات سواء من دول عربية أو من دول إسلامية، هذه الإنجازات لم تسجل فقط باسم جامعة الملك سعود، بل سجلت باسم الوطن، ومع ذلك ما حققته الجامعة لا يمثل سوى 10% من مستوى الطموح لدينا والمستقبل سيكون أرحب ليس فقط للجامعة ولكن لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي لسبب واحد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى؛ لأن خادم الحرمين الشريفين لم يستخدم كلمة لا لأي دعم يوجه لمنظومة التعليم العالي.
من جهته أكَّد مدير المركز الجامعي لأبحاث السمنة، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عاصم بن عبد العزيز الفدا على أهمية هذا المؤتمر في إبراز أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في مجال الوقاية من مرض السمنة والوسائل الفاعلة لعلاجه، والتقنيات العلمية الحديثة في مجال أبحاث السمنة، موضحًا أن أحدث الإحصاءات تشير إلى أن ثلثي المجتمع السعودي يعانون من زيادة الوزن والسمنة والأمراض المصاحبة لها، وارتباط السمنة بمضاعفات عديدة وهو ما يجب التنبه له ومواجهته في أسرع وقت.
وأضاف أن هذا المؤتمر هو حلقة في سلسلة الأنشطة العلمية للمركز الجامعي لأبحاث السمنة للحد من انتشار هذا المرض، وترسيخًا لدور الجامعة الرائد في الحفاظ على صحة المجتمع، مشيرًا إلى أن المؤتمر يناقش الجوانب الإكلينيكية للسمنة، وأهمية التغذية في علاج السمنة والوقاية منها، والأسس الجزيئية للسمنة، وتطبيقات علم البروتيومكس في مجال أبحاث السمنة بمشاركة نخبة من أبرز العلماء العالميين والمحليين المختصين في مجال السمنة، واستخدام تقنيات الجينات والبروتينات للكشف المبكر عن مضاعفات السمنة والتوصل للعلاج الصحيح والفعَّال.
ونوّه الفدا بجهود الجامعة في تقديم الدعم والمساندة للمركز الجامعي لأبحاث السمنة وثلاثة مراكز أخرى في أبحاث الكبد واضطرابات النوم وفي التوحد، من أجل التصدي للمشكلات الصحية التي تواجه المجتمع السعودي.
وقام معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان بتسليم دروع تكريمية للرعاة الداعمين للمؤتمر وهم شركة القصيبي، وشركة الجيل، وشركة الروش وكذلك المشاركون في المؤتمر وهم البروفيسور مارك دانكن، والبروفيسور مايكل قوران، والبروفيسور جاي بوم كم، الدكتور حسام العميرة، الدكتور محمد النعيمي، الدكتور خالد أبو خبر، الدكتور عبد العزيز العثمان، الدكتور أيود يل عليا.
من جانبه قدم سعادة عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية الدكتور مبارك آل فاران وسعادة مدير المركز الجامعي لأبحاث السمنة الدكتور عاصم الفدا درعًا تكريميًا لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله العثمان لرعايته الكريمة للمؤتمر.
عقب ذلك قام معالي مدير الجامعة بافتتاح مختبرات البروتيومكس، والمعرض المصاحب للمؤتمر.