كنتُ على وشكِ الكتابة لكِ...
فالكلام إليكِ ضربٌ من الراحةِ لا يمنحها زمن المفاجآت..
والكلام إليكِِ خروجٌ نحو مرافئ لا تتيحها فوضى التزاحم..., وضجيج الأمكنة..
والكلام إليكِِ تحليقٌ في آماد منعَّمة بفيض بياضكِ..., مغلقة ٌدونها سبلُ الفضاء...
والكلام إليكِِ نوعٌ فاخرٌ من مذاق السعادة، وطعم الاطمئنان... لا يمنحها، أو يتيحه وقتٌ فيه من الأنين ما يصمُّ مواردَها، ويقضُّ كمونَه...
والكلام معكِ خروجٌ من الكمين للفرج..
ومن الكفنِ للبراح..
ومن الموات للحياة...
حين تكون في الحياة عواملُ التعرية بالغةً في كشف الجروح..
وفي الصبر إفراطٌ في كبت الصمت..!!
الكلام معكِ خلوةُ الروح لاتقاء الحزن..
وفرحةُُ الرِّفقةِ في اللجوءِ الآمنِ له تعالى من أنتِ عنده الآن، بعد أن عدتِ إليه..
الكلام معكِِ تذكيرٌ بجنانِه الوسيعة، وجناحاكِ رجاءه، يحلقان برحمته بين أغصانها..
كنتُ على وشكِ الكلام معكِ، فكتبتُ لكِ..
نوارة، لله ما أشد تأثيركِ، وأبلغَ ما بنيتِ، ولم تزده أيام فراقكِ إلا قوة..
ما انقضَّ لكِ جدارٌ، ولا هوت لكِ رايةُ ذكرى...،
ما غاب لكِ صوتٌ... ولا نُسيت لكِ نبرةٌ..
عبقكِ يملأ الأرجاءَ شذى روحكِ الرضية..
فمعكِ تتسع دروس الحياة...,
وبكِ يشدُ الساعدُ عضدَه...
لله كم كنتِ مصدر قوة....
حتى وأنتِ ترقدين في غيابة الصمتِ...
رحمكِ الله..
أتنفس الآن مع المطر صدى دعواتكِ..
وأقدمها وافرة لكل من طلبني الكتابة إليكِ..
«لكِ وحدكِ»، كتابٌ، لم تعد لي وحدي، حروفه...
بل لعلها صدى لمن عرفكِ هنا..,
لمن أخذ من نعيم رياضكِ ما أزهر به يبابَ دروبه...
* * *
لكم جميعكم:
ستنمو شجرتها، ويثمر المطر..
شكراً للإلحاح...
ودوام الود..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855