عندما تسير في طريقك قدماً.. مبتغياً تحقيق أهداف صغيرة.. وطموحات تراها بسيطة.. لا تبتغي في مسيرك سوى تحقيق ما تصبو إليه بكل صفو نفس وهدوء بال.. فتلك الأحلام لا تعدو أن تكون وبكل تواضع (فضلة) من بين أخواتها التي مَنّ الله تعالى عليك بها بكل إبداع وتميز..
وفي طريقك لا يكاد يلوح أمام ناظريك أي معيار تتجه نحوه لتقيس مدى تحقيق أهدافك، أو الوصول إلى غاياتك، سوى معيار ذاتك.. فأنت لا تتنافس مع أحد سواك، ولا تتطلع إلى التغلب إلا عليك.. وتعلم يقيناً أن ليس ثمة دافع لك من حولك إلاكَ.. فأنت مبتهج مع نفسك.. تصارعك فتصرعك الساعة، وتارة يكون لك عليك من الحظ أوفره.
تشعر بالرضا في صدقك مع ذاتك، التي تقيّمها بحزم في كل مرة، وتهمس في أذن وعيك ألا يرخي مسامعه لأي مُخذّل يلبس ثوب الناصح، ولا فاشل يحيك ثوبه لغيره جهلاً أو حسداً.. فلا تنظر ذات اليمين ولا ذات الشمال، وتمشي الهوينة قُدماً.. ثم بعد مسيرك الهادئ، الذي تصالحت فيه وإياك، تجد من يعكر عليك صفو خلوة نجاحاتك، فذنبك الوحيد أن جهدك - وإن كان متواضعاً - مميزٌ، وخطيئتك الكبرى أن تقدمك - وإن لم تكن تعلم - ملحوظٌ.
تُفاجأ في كل مرة عندما تعلم أن خلف الشجيرات من يسترق النظر، يتلهف لكبوة فرس، أو عثرة خُطى.. يقف من وراء الأكمة بكل روح قد ماتت تحت وطأة حسد نشأت عليه، أكبر نجاح تحققه هو إفساد نجاحات الآخرين إن استطاعت، تروم الصعود على أكتافك إن انحنيت لحظة التقاط أنفاسك.. تلهث لالتقام أي حجر كان يوماً تحت أقدام مسيرك، فتلوك فيه طعم النجاح، وتستقصي من آثار خطواتك ألف خطوة.. بخفاء!
وما علمت أنك سعيد برسم طريقك واضحة معالمه لمن يريد.. وأنك تعشق تقديم ما تملك على طبق من ذهب؛ فهي لم تعش يوماً حياة العظماء.. وما عرفت أبداً طعم البذل والعطاء. تظن سراً للنجاح أن المرءَ بعلمه يضن، وما درت أن النجاح يشيح عن كل شخص شحيح.
فيتمتم لك الشجر والحجر بسر قد دق واختفى، أن ثمة من يسأل.. ويتعقب.. ويبحث! فتبتسم ابتسامة الرضا ثم تنسحب بهدوء؛ لتكمل مسيرك، فحسبك أن نجاحاتك تؤرقهم، وتقض مضجعهم.
- سوجو - الصين
xto2x@hotmail.com