كانت فرصة طيبة المشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي للغة العربية وحضور ما يزيد على ثلاثمائة باحث من المملكة وخارجها من الباحثين والمفكرين والإعلاميين وأساتذة اللغة العربية الذين اجتمعوا في رحاب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ومناقشة قضايا اللغة العربية وخدمة اللغة وإبراز التحديات التي تواجه اللغة العربية والتصدي للدعوات التي تنادي بإقصاء اللغة العربية وسبل مواجهتها والإسهام في ربط اللهجات المعاصرة بأصولها العربية وبيان مدى إسهام الدراسات اللغوية في خدمة الفصحى والوقوف على المناهج اللغوية والإفادة منها إضافة إلى السعي للاستفادة من وسائل التقنية الحديثة في خدمة اللغة العربية - ولقد ناقش المؤتمر محاور متعددة حيث تناول أقسام اللغة العربية ودورها في النهوض بالعربية وربط الرسائل العلمية بواقع العصر وتعريب العلوم واللهجات والتأصيل اللغوي - واللغة العربية بين لغة العلم ولغة التخاطب ولغة الإعلام ومظاهر أزمة العربية في الخطاب الإعلامي المعاصر وهموم اللغة العربية في عصر العولمة - وإقصاء اللغة العربية عن ميادين العلوم التطبيقية.
وأساليب نشر اللغة العربية في عصر العولمة إلى غير ذلك من المحاور التي ناقشها المشاركون ودعوا إلى تفعيل اللغة العربية وإلزام الجهات والمؤسسات الحكومية والمصارف والشركات والجامعات باعتماد اللغة العربية لغة رئيسية في مراسلاتها وعقودها ووثائقها وتعاملاتها باعتبارها عنواناً للهوية ودعا المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 300 باحث من أكثر من ثلاثين دولة إلى إنشاء مجمع لغوي سعودي يؤدي دوره في حماية اللغة العربية والذود عنها ويكون له دور فاعل في التنسيق بين مجامع اللغة العربية في الوطن العربي ولعل من أهم التوصيات دعوة الحكومات العربية أن تتخذ التعريف الشامل للعلوم التطبيقية والطبية تأسياً باللغات العالمية الحية التي فرضت وجودها ونقلت العلوم بلغاتها ونجحت في ذلك.
لقد كانت محاور الملتقى إيجابية والمناقشات عملية بما يظهر الاهتمام باللغة العربية في مؤتمر كبير من شأنه الحفاظ على لغتنا في مواجهة تحديات العصر.
فتحية للجامعة الإسلامية ولمديرها والتي لا تغيب عنها الشمس واهتمامها باللغة العربية والثقافة الإسلامية وأسأل الله أن يمد الجميع بعونه وتوفيقه والعمل على كل ما فيه عزة ديننا وخير أمتنا وحقق الله الآمال وسدد خطى الجميع.
عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية