من الفخر أن يُقام في المملكة العربية السعودية معرضٌ ومؤتمرٌ بهذا الحجم وهذا الحضور الجامعيّ ليس فقط الحضور الكمي بل تجاوزه للحضور النوعي حيث حضرت أفضل الجامعات العالمية هذه المناسبة التي نظمتها وزارة التعليم العالي بقدرة وكفاءة فكان مقصدا لطلابنا السعوديين ولوزراء التعليم العالي ورؤساء الجامعات والأكاديميين الذين حضروا الافتتاح والجلسات والندوات وورش العمل على هامش المعرض التعريفي بالجامعات.

الجامعات السعودية اليوم تشكل حضورا متميزا على مستوى العالم بما وصلت إليه وبكل الجهد الذي يقوم به القائمون عليها وقد تبوأت أيضاً مراكز متقدمة في الكثير من الاستطلاعات والمراكز العلمية.

معرض مؤتمر التعليم العالي كان فرصة لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الآخرين، كما فرصة للطالب السعودي لاختيار جامعة المستقبل والالتقاء بأساتذتها ومديريها، وهذا المؤتمر إذ يثبت حرص المملكة على احتضان مثل هذا المؤتمر وبهذا الشكل اللافت والمنظم فإنه يعد مهرجانا فكريا وعلميا وثقافيا ضمن تلك التي تحتضنها أرض المملكة بين وقت وآخر.

لا يفوتني أيها القارئ الكريم أن أنقل لك بعض ما أتحفني في كلمة السيد خالد الفالح رئيس أرامكو (شركة الزيت السعودية) التي لم تغفل الواجب الاجتماعي والوطني للشركة بعدد من النشاطات التي تقوم بها وتشرف عليها ومنها شراكتها مع مؤسسة موهبة لرعاية الموهوبين، فقد تمحورت كلمته عن التنمية المستدامة التي تتمثل في إعداد شبابنا للمستقبل فهو التحدي الأكبر والاستثمار الأنجح، وقد أكد الفالح بأن الأوان قد حان لنبدأ نقلة تاريخية من الاعتماد على البترول إلى الاعتماد على الموارد البشرية.

خاتماً كلمته للشباب “أيها الشباب انتم توّاقون لتغيير العالم فانطلقوا لتصنعوا حضارة معرفية تليق بأمتنا وعالمنا” ولعل هذه الكلمة تعود بي لحوار معالي د. أحمد السيف للطلبة المبتعثين في المملكة المغربية أثناء لقائه بهم في الملحقية الثقافية في الرباط حيث عوّل عليهم كثيرا في بناء الوطن واعتبرهم سفراءه.

هو في النهاية دور مشترك تقوم به جهات عدة؛ الأسرة ومؤسسات التعليم العالي والشركات الخاصة ولعل التعليم لا يجب أن يقتصر على مرحلة معينة بل لا بد من التركيز على ثقافة التعلم المتواصلة، ولا بد أن يظل شغف البحث والمرحلة طيلة الحياة.

بورك هذا اللقاء الفكري العلمي الثقافي الكبير وتحية لوزارة التعليم العالي في المملكة ممثلة بوزيرها معالي د خالد العنقري قائد هذه المنظومة الرائعة التي تمثل واجهة مشرقة للمملكة في الخارج والداخل.

من آخر البحر

اعطني فرحاً أملأ به قلب العالم

اعطني حبا لأنبت نرجسة على شرفة القلب

أيها النورس:

خذ قلبي معك

فالبحر بوصلتك التي لن تضل أبداً