باريس- دمشق- جنيف- القاهرة - وكالات

عقد وزراء الخارجية العرب جلسة تشاورية مغلقة في القاهرة لمناقشة عدة قضايا التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها سوريا ويترأس الاجتماع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية. حيث أكد رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أهمية الدورة الاستثنائية غير العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب التي بدأت أعمالها بالقاهرة امس الخميس وأخبر الشيخ الصباح أن المجلس الوزاري العربي سيستمع إلى رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي حول آخر التطورات على صعيد الوضع في سوريا.

من جهته كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في أعقاب اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي اجتمعت مؤخرا بالدوحة إلى أنه اجرى اتصالا امس الخميس مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية عبر عن قلقه أيضا إزاء الأوضاع الراهنة ..وقال لقد اتفقنا على إرسال خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتأكيد على ضرورة الانتشار السريع لمراقبي مجلس الأمن وتذليل العقبات بحيث لا يكون هناك أي سبب أو عطل يعوق إيفادهم. وأوضح العربي أن الجامعة العربية تواصل جهودها واتصالاتها مع المعارضة السورية، وتم الاتفاق مع ممثلي المجلس الوطني السوري المعارض بشكل مبدئي على عقد مؤتمر يضم كافة أطياف المعارضة يوم 16 مايو القادم. من جهة أخرى أعلن رجل الاعمال السوري نوفل الدواليبي امس الخميس من باريس تشكيل «حكومة انتقالية استجابة لمطالب المعارضة السورية». وصرح رجل الاعمال في مؤتمر صحافي عقده في احد الفنادق بباريس ان «الوضع في سوريا يتفاقم يوما بعد يوما والفوضى تزداد». وقال «اننا قررنا ابدال الهيئات الحالية بهيئة محض تنفيذية تنسق عمليات الفرق المقاتلة من اجل الحرية استجابة لارادة الشعب السوري صاحب السيادة».

غير ان نوفل الدواليبي لم يوضح كيف ستنسق هذه الهيئة عملها مع المجلس الوطني السوري الذي يرأسه الاستاذ الجامعي برهان غليون، الذي يعتبر الهيئة السياسية الاكثر تمثيلا للمعارضة السورية. ونوفل الدواليبي هو نجل آخر رئيس وزراء سوري قبل تسلم حزب البعث السلطة.

واكد رجل الاعمال ان «اهداف» هذه «الحكومة الانتقالية» تتمثل في تسليح المقاتلين والعمل على «تدخل عسكري دولي مباشر» وضمان «عودة الامن والاستقرار الى سوريا». وقال انه سيعلن عن اسماء الاعضاء الـ35 في الحكومة الذين اكد انهم سوريون من الداخل بين عسكريين ومدنيين، «بعد بضعة ايام وذلك لاسباب امنية». ميدانيا قصفت القوات السورية مجدداً امس الخميس عدة مدن وقرى في انحاء البلاد, مما ادى الى مقتل اكثر من 20 شخصا جراء عمليات اطلاق القذائف والصواريخ على المدنيين. ونفذت قوات الأسد عمليات عسكرية وامنية في عدد من المناطق. وواصلت قوات النظام امس، ولليوم الثاني على التوالي قصف مدينة حماة، وذلك بعد يوم واحد من مقتل أكثر من 50 شخصا في المدينة.

وأوضح الناشطون أن قوات النظام تستهدف المناطق السكنية في المدينة، كما يواصل الجيش قصف حرستا ودوما بريف دمشق، دون أنباء عن ضحايا حتى الآن. واقتحمت قوات الامن في ساعات الصباح الاولى مناطق في مدينتي حرستا ودوما وشنت حملة اعتقالات ومداهمات، بحسب لجان التنسيق المحلية.

ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في بلدة زملكا بريف دمشق، كما اندلعت اشتباكات في عين ترما تستخدم فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، بحسب المرصد. من جهة اخرى, دعا المجلس الوطني السوري المعارض الخميس الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن غداة قصف الجيش مدينة حماة رغم وجود مراقبين دوليين اثنين فيها، فيما نفذت القوات النظامية عمليات عسكرية وامنية جديدة في مناطق عدة من البلاد.

يأتي ذلك غداة تلويح باريس بالعمل على استصدار قرار ملزم من مجلس الامن تحت الفصل السابع لوقف العنف في سوريا.

وطالب المجلس الوطني السوري المعارض في بيان امس الخميس «بعقد جلسة عاجلة من اجل اصدار قرار عاجل لحماية المدنيين من شعبنا السوري». وحمل البيان «مسؤولية ما يجري في الاراضي السورية للمجتمع الدولي ممثلا في الامم المتحدة ومجلس امنها».