|
بريدة - سلطان المهوس:
لم تشأ منسوبات التربية والتعليم بمنطقة القصيم أن يكون الفرح بتفوُّق الطالبات حاضراً، دون أن تتراءى صورة الوالد القائد عبد الله بن عبد العزيز لتضيء بهجة المكان، عرفاناً بما يقدمه الأب الحاني على بناته الطالبات من دعم وتوجيه ورعاية، ولم يكن تراب الوطن بعيداً وبراعم المدرسة الابتدائية الحادية عشرة يقفن بشموخ لأداء نشيد السلام الملكي، لتتجلّى قيمة الحب الأبدي للأرض بأوبريت (زهور الوطن)، حيث زفّت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم 239 طالبة من مختلف المدارس بتعليم البنات بمنطقة القصيم، برعاية كريمة من صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود حرم أمير منطقة القصيم، وحضور المساعدة للشؤون التعليمية بمنطقة القصيم الأستاذة هيفاء اليوسف، وذلك بمسرح ميدان الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها أنشدت طالبات الصف الأول بالمدرسة الحادية عشرة السلام الملكي لتترنّم مسامع الحاضرات بأوبريت (زهور وطن) صاحبته مسيرة الطالبات المتفوّقات.
بعدها كرّمت سمو الأميرة نورة بنت محمد المتفوّقات وتم تسليمهن جوائز التفوق, ثم قدمت المساعدة للشؤون التعليمية الأستاذة هيفاء اليوسف درعاً تذكارياً لسمو الأميرة مقدماً من إدارة تعليم القصيم تثميناً لجهودها في خدمة الميدان التعليمي.
الأميرة نورة بنت محمد قدمت بالغ الشكر والتقدير لمنسوبات التربية والتعليم بالمنطقة، معربة عن إعجابها الكبير بما شاهدته من لوحات إبداعية جسّدت روح الفريق الواحد والتميُّز المستمر الذي يضيء عاماً بعد آخر، وهو الأمر غير المستغرب على منسوبات تعليم المنطقة، حيث أكدت الأميرة نوره أنها تنتظر إبداع تعليم البنات عاماً بعد آخر، مهنئة المتفوقات وأولياء أمورهن ومعلماتهن ومدارسهن على الإنجاز، داعية الله عزّ وجلّ أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم الدكتور عبد الله الركيان، رحّب بسمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود في كرنفال التفوق والذي ليس بمستغرب عليها، شاكراً ومقدراً تشريفها ودعمها للتعليم في المنطقة، مقدماً شكره وتقديره لكافة القائمين على هذا الحفل، وجميع من سعى إلى إنجاحه وتميُّزه. كما ذكر أنّ المتفوق يعد ثروة وطنية، وكنزاً لأمته وعاملاً من عوامل نهضة مجتمعه في مجالات الحياة العلمية والمهنية والفنية. مشيراً إلى تسابق المجتمعات وسعي الأمم والبلدان في الكشف عن الأبناء المتفوقين والموهوبين والمبدعين ورعايتهم، فلقد أدركت تلك الدول أنّ قدراتها إنّما تعلو بمتفوقيها وموهوبيها ومبدعيها، وأنّها تتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومفكريها ومخترعيها، لذلك كان لزاماً علينا الحفاظ على هذه الثروة العظيمة.
من جانبه أكد مساعد المدير العام للشؤون المدرسية الأستاذ عبد الرحمن الصمعاني أن التفوق والتميز، هدف نصبو إليه من خلال رؤية تربوية، تعليمية، ووطنية. كما أن تعزيز وتشجيع القدرات المتميزة للطالبات والطلاب، مسؤولية وخطوة جديرة بالعناية والرعاية، لتبنّي طموحات الوطن المستقبلية، وإعداد جيل واعٍ ومتفوق.
الأستاذة المساعدة للشؤون التعليمية هيفاء اليوسف، ذكرت أنّ المتفوقات ثروة وطنية غالية نحيطها بكل مقومات الرعاية والعناية، وهي عماد من أعمدة هذا الوطن، والاهتمام بها مطلب تربوي وتعليمي ونفسي واجتماعي، وهو هدف لنا جميعاً في حقل التربية والتعليم، ومغزى تكريمنا هو الاحتفاظ بما وصلت إليه الطالبة من شرف العلم وفضله ليتحول عملاً في المستقبل وليتبلور نفعاً لأمتها ووطنها.
مديرة إدارة التوجيه والإرشاد الدكتورة زينب بنت عبد الله الرقيبة، ذكرت أنه انطلاقاً من حرص وزارة التربية والتعليم على تكريم العلم وأهله، من خلال تكريم الطالبات المتفوقات لتشجيعهن على مضاعفة جهودهن وحفز الأخريات للاقتداء بهن، دأبت منطقة القصيم على هذه الاحتفائية السنوية المباركة التي ينتظرها أهالي المنطقة ومنسوبات التعليم، ليفرحن بفرح بناتهن المتميزات ويفخرن وحقّ لهن ذلك.
وفي نهاية الحفل تم تكريم رعاة الضيافة مخابز وحلويات السلمان وحلويات اكارشوكولانا.
الجزيرة .. شريكة النجاح
خمس سنوات متتالية كانت جريدة الجزيرة هي الشريك الإعلامي الثابت لمناسبات التفوق لطالبات منطقة القصيم، الأمر الذي جعلها ريشة ترسم لوحة السعادة والتفوق دخل كل بيت، وهو الأمر الذي جسّدته مسؤولات تعليم البنات وقيادات الإدارة، الذين قدموا كل الشكر والتقدير لرئيس التحرير الأستاذ خالد المالك ولكافة طاقم جريدة الجزيرة، على الاهتمام بمثل تلك المناسبات ومشاركة المجتمع التعليمي الفرحة دائماً.
التفوُّق رسالة
وعقب ذلك تم استطلاع آراء مسئولات الميدان التربوي .. البداية كانت مع المرشدة في المتوسطة 13 الأستاذة رقية الرفيعي التي زفّت مشاعرها لطالباتها، مضيفة أنها تتقدم بأجمل التهاني والتبريكات وقالت: أقدم وافر الأمنيات وأصدق الكلمات لبناتي وطالباتي المتفوقات فهنيئاً لكن هذا التفوق وهنيئاً لوطنكن بكن ودمتن ذخراً له.
الطالبة فرح فهد العواد المتوسطة التاسعة عشرة في بريدة، قالت إنّ مشاعر التفوق والنجاح تعطي النفس دفعة من القوة والإيجابية. فليس النجاح فقط في الحصول على درجات كاملة في الاختبارات، بل إن النجاح الحقيقي هو شعور ذاتي لتحقيق ما يهدف إليه الإنسان من الثقة بالنفس وتنمية القدرات الكامنة. فمشاعري لا توصف لأنّ للتفوق إحساساً رائعاً يجعل الإنسان يفخر بنفسه، ويسعدني أن أهدي تفوقي لوالديّ الكريمين ولمدرستي ووطني الغالي.
من جهتها عبّرت الطالبة أسماء عبد الكريم الحنايا مجمع القصيعة عن مشاعر التفوق، بقولها إنّ مشاعر أي طالبة متفوقة هي مشاعر تظهر دائماً بكل صدق وإخلاص، فهي لم تعمل وتجتهد إلاّ لتنمية وطنها بكل ما أوتيت من قوة وجهد وجد، لأن مشاعرها صادقة وتضع قلبها فيما تعمل، وأجزم قائلةً إن السبب الرئيسي للتفوق والنجاح هو إرضاء الله عزّ وجلّ أولاً وأخيراً وبرّ الوالدين وتحرّي دعواتهم ونيل رضاهم.
الطالبة: هيلة محمد الحسينان 3/ث معهد النور للمكفوفات ببريدة قالت: التفوق والنجاح توفيق من رب العباد فالحمد لله الذي جعلني من المتفوقات، والحمد لله الذي وفّقني ويسّر لي الوصول إلى هذه المرحلة، ففرحتي غامرة وسعادتي لا توصف.. أحاسيس مختلطة أعيشها بين الشكر والامتنان لله ثم لمن شجعني وشد من أزري لكي أجدّ وأجتهد فلهم خالص الامتنان والشكر.
الطالبة نجود بنت جويعد بن عفير الحربي ثانوية الخصيبة بالأسياح حمدت الله قائلة رضا الله فوق رضا الوالدين وتحته الاحترام هو ذلك الإحساس الذي أخطو به سلم النجاح، والتفوق هو الثمرة التي أسعى دوماً للحصول عليها كي أشعر بالرضا والسعادة.
أما الطالبة رزان صالح حمد المقبل الثانوية الثالثة بمحافظة البدائع، فقالت في ميدان التفوق يراودني الشعور بالفرح والفخر ونسيت أيام التعب والسهر لأتلذذ بقطف ثمار جهدي ونتيجة اجتهادي، شاكرة كل من دعمني وعلّمني وأخص بالشكر مديرتنا الفاضلة بلطفها وجميل احتوائها.
مشاعر فرح
والدة الطالبة المتفوقة أروى العميريني الثانوية الثانية، وجّهت كلمتها لابنتها فقالت من بساتين العلم أزهار الجد والاجتهاد. وزرعنا العلم في قلوبنا فكان هذا الحصاد. إنّ التفوق تاج وشرف ووسام فاحرصي عليه ابنتي. فالتفوق لم يكن لنا إلاّ بعد حرصنا عليه ولم يأت إلينا بل نحن من سعينا إليه، وكم أتشرف أن أكون أماً لابنة متفوقة واسمك يشار إليه بالبنان في قوافل النجاح.
والدة الطالبة أفنان السحيمان الثانوية الأولى لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة، فاضت مشاعرها وفاقت الوصف معانقة السحاب فرحاً مخبرة بما تكنه بداخلها، فتقول ابنتي تفوّقت وثابرت وظفرت فيعلوني تاج الفخر ومشاعر الأنس وحمدت الله على هذا.
والدة الطالبة المتفوقة هبة عبد الكريم الخيرالله، المتوسطة الثالثة، شكرت الله الذي تفضل عليهم بالتفوق وهو مطلبٌ عزيز لا يحصل إلاّ بالبذل والتعب والجهد وسهر الليالي، مشيرة إلى أن خلف هذا التفوق والإنجاز أسرة واعية ترعى المتفوق وتهيئ له الأجواء المُناسبة. وسعادتنا بهذا اليوم غامرة وقلوبنا عامرة بالفرحة بمقدم سمو الأميرة - حفظها الله -.
ولي أمر الطالبة ربى بنت علي النصَّار الثانوية الرابعة، وقف وقفة إجلال للهامات العلمية الكبيرة التي تبذل جهوداً مضيئة لتوصيل المعلومة وتذليل الصعاب أمام الطالبات المتفوقات، فالمتفوقة تنظر لما حولها بوعي وتتطلع لمستقبل مشرق، وهي مع هذا تحتاج لمن يعينها ويوجهها ويدفعها لمواصلة مسيرتها الموفقة وتكون عماداً من أعمدة هذا الوطن الراسخة.
أما ولي أمر الطالبة المتفوقة لميس خالد السويد ثانوية منارات القصيم الأهلية، فقال أجمل اللحظات هي تلك التي نقطف بها ثمرة الجهد والتفوق ننتظرها بشغف، فتضفي علينا السعادة وترحل بنا الذكريات لأيام تعبنا فيها، وبذلنا كلما نستطيع لينسينا هذا التفوق كل تعب وتبقى فرحتنا فقط