الحمد لله وبعد، فإن الله يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن الظلم والطغيان، وبعد: فقد دأبت الفئة الضالة على مجانبة العدل والإحسان ولزوم الظلم والطغيان، والأدهى من ذلك أنهم يتخذون الدين وسيلة لأعمالهم الإجرامية الظالمة، فهم واقعون في ظلمات بعضها فوق بعض والعياذ بالله، ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور.
والدارس للشريعة الإسلامية، يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوجه أصحابه إذا وقعت الحروب بينهم وبين المشركين، وحمي وطيسها، أن لا يغدروا، ولا يقتلوا من لا ذنب له من المشركين، فكيف بخطف مواطن مسلم آمن، يقوم بعمله في إنهاء تأشيرات الراغبين في الحج والعمرة، وترويعه بالسكاكين، وترويع أمه وأبيه وأبنائه وأسرته ومجتمعه، فهل هذا العمل تقره النفوس الشريفة، فضلا عن الشريعة الإسلامية. إنهم بهذا يبرهنون للمجتمع كله أنهم لصوص وقتلة، لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، فهم يسعون في الأرض فسادا والله لا يحب الفساد، ولا يصلح عمل المفسدين.
وكما أساؤوا إلى الدين باتخاذه مطية لأعمالهم الشريرة، أساؤوا إلى الموقوفين، حيث طالبوا بإخراجهم وإلحاقهم بهم إلى اليمن، وهم بذلك يريدون إيصال رسالة بأن هؤلاء الموقوفين لاسيما من ذكروا أسماءهم مثلهم يستبيحون دماء المسلمين، واختطافهم وترويعهم وترويع أهاليهم.
وليس الأمر كذلك، فالموقوفون بحمدالله يتبرأون من سفك دماء المسلمين، واختطافهم وترويعهم، ولا يرضون بهذه الأعمال الإجرامية، كما صرحوا بذلك في اعترافاتهم عبر وسائل الإعلام قبل سنوات، وما وقعوا فيه من أخطاء وتجاوزات ندموا عليها، وأعلنوا عزمهم عدم العودة إليها، فكيف إذن يزج بهم في حوادث الاختطاف والعنف، وهل هذا إلا من الظلم المبين.
والدولة حفظها الله وسددها تعامل الموقوفين كما يعامل الوالد ولده المخطئ، تعمل على إصلاحه ومناقشته ليعود عضوا صالحا في مجتمعه، ناصحا لدينه ووطنه وولاة أمره.
نسأل الله أن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يعيذ المسلمين من شرورهم، ويديم على بلادنا نعمة الدين والأمن.
- أستاذ العقيدة في جامعة حائل