* * كم تحس أن كلمة جميلة.. أو بيتاً شعرياً حكيماً عبّرا عن مكنون ذاتك بأفضل من كل الكلمات والعبارات التي يمكن أن تقولها أو تحاول التعبير بها..!.
قد يحاورك إنسان حواراً طويلاً، لكنه لا يقنعك، لكن قد يروي لك حكمة شاردة أو بيتاً شعرياً يحمل تجربة، أو قصة لها عمقها وبُعدها.. وفجأة تجد القناعة قد استوطنت ضفاف نفسك..!.
وهنا أذكر ثلاثة مواقف كان للشعر فيها -على وجه الخصوص- القدح المعلى عما يريد المتحدث أن يعبر عنه ويترجمه.
مرة كنت في جلسة، وكان ضيف الشرف فيها متحدثاً لبقاً ملك أسماع الحضور. وكان الكل يود لو امتد الزمن فلا ينتهي ولكن.. عندما أراد الضيف المغادرة دندن أحد الحضور بهذا البيت الجميل للمتنبي:
مضى الليل والحب الذي لك لا يمضي
ونجواك أحلى في العيون من الغمض
فكان وقع هذا البيت جدّ كبير على الحضور؛ حيث عبر هذا الصديق - على لسان المتنبي - أحسن تعبير عما يريد أن يودّع به كل شخص هذا الضيف الكريم.
وموقف آخر لصديق عزيز هو د. عبدالعزيز الثنيان، فقد كان يتحدث في إحدى المناسبات التعليمية عن أهمية دور المعلم، وأنه عند غياب المعلم القدير فكل شيء في العملية التعليمية يبدو ناقصاً سواء أكان منهجاً أو وسيلة أو مبنى، وختم حديثه بهذا البيت للمتنبي - ومن غير المتنبي يا أبا تركي مقنعاً ومعبّراً عن خوالج النفوس:
ولا تنفع الخيلُ الكرامُ ولا القنا
إذا لم يكن فوق الكرام كرام
موقف آخر ورقيق أختم به، وصاحب الموقف الشاعر الراحل عمر أبو ريشة عندما رأى ذات مرة امرأة باهرة الجمال تتمشى بين ورود إحدى الحدائق وكانت هي أجمل ورودها، فأوحى له هذا الموقف بقصيدة وجدانية أخّاذة، وكان فيها بيت واحد دلّ -بأكثر ما تدلّ مئات الأوصاف- على جمال هذه المرأة الباهرة الجمال حيث قال فيه على لسانها:
تزيَّن الورد ألواناً ليفتننا
أيحلف الورد أنا ما فتنّاه؟
فحقاً الورد نبات بلا إحساس
والمرأة جمال يفيض بالإحساس
وإن من البيان لسحرا
وإن من الشعر الجميل كما النساء الجميلات- لفتنة وتأثيرا..!.
* * * *
=2=
* * لو كان للذنوب رائحة ؟؟
* * هل يوجد إنسان بلا أخطاء؟
أجزم إلى درجة اليقين أنكم جمعيكم تتفقون معي أنه لم يوجد ولن يوجد إنسان بلا أخطاء.. بل بلا خطايا ماعدا الرسل المعصومين..!
واذكر هنا كلمة بليغة صادقة قالها أحد العلماء الصالحين عندما عاب أحد الأشخاص عنده رجلاً من جلسائه فقال هذه المقولة البالغة الصدق:
“لو كان للذنوب رائحة ما جلس واحد من الناس في مجلسي هذا”..!
وهذا القول هو الحق..!
ولعل الغريب أننا نؤمن بذلك في مجال التنظير، وعندما نكون متكئين على أرائك المجالس.. ولكن في مجال التطبيق ننفي هذا المفهوم تماما..!
وليس أدلَ على ذلك من أننا نرى يوماً بعد آخر -وعلى سبيل المثال- تهدَم بيوت وتشرد أطفال بسبب عدم تسامح أو انفعال رجل لخطأ يقع من زوجته التي عاشت معه عشرات السنين.
إن أكبر خطأ أن نحوّل الخطأ إلى خطيئة لا نغفرها وإلى وشم لا نستطيع أن نمحوه من قلوبنا.
إن إيماننا بوقوع الخطأ، وتجسد الخطيئة، لا يعني أن نغضَ النظر عنها.. ولكن يعني ألاً يكون خطأ غيرنا حجراً لا يتزحزح.. وجرحاً لا يبرأ.. وذنباً لا يُغفر..!
إن الأصح -في مواجهة الخطأ- هو دراسة هذا الخطأ فأحياناً يكون عثرة يحسن إقالتها، وحيناً يكون كبوة يجمل تجاوزها، وآونة يكون خطيئة يلزم الحساب عليها..!
* * * *
=3=
* * آخر الجداول؟؟
* للشاعر: أحمد شوقي هذا البيت الذي يعادل قصيدة:
((صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوِّم النفس بالأخلاق تستقم))
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi