اعتذار الأستاذ خالد المالك عن إكمال مشواره في هيئة الصحفيين، واعتذار الدكتور ساعد الحارثي عن إكمال مسيرته في رئاسة مجلس إدارة عكاظ، ربما يجعلانا نفكر في المزيد من الاعتذارات التي يجب أن نشهدها في الساحة الصحفية.
أقول هذا الكلام، دون أن أقلّل من حجم العطاءات التي قدَّمها كل الأساتذة في مشوار الصحافة المحلية. لكن، يكفي. بجد يكفي. الله يعطي هؤلاء العافية، ومشكورين وما قصّروا، ويجب أن نعطي المجال للقيادات الشابة، المتطلعة لتتبوأ دوراً قيادياً، وهذا من حقهم. فإذا استمر بعض القياديين بتشبثهم بمواقعهم في المؤسسات والجمعيات المعنية بالعمل الإعلامي، فإننا سنفتح الباب لتسرّب المواهب الشابة أو الأكبر من الشابة، والتي لم تأخذ فرصتها في تسنّم الهرم المهني في هذه المؤسسة أو تلك.
الاعتذار عن الاستمرار في مهمة جماهيرية مثل الصحافة أو التلفزيون، دليل على نضج المعتذر ووعيه بأهمية التجديد والتجدد، فالخروج عن دائرة الحرق اليومي، سيجعل الواحد منا يرى الأشياء من بعيد، وبشكل مختلف. وربما لو رغب في العودة مرة أخرى، فسيصلح المشهد السلبي الذي لم يكن يراه وهو بين جدرانه، وهذه هي أهم ميزة للخروج. وفي النهاية، سيكون هو المستفيد، وسيكون الآخرون مستفيدين أيضاً.