باختصار كان جوابي على زميل في ميدان التربية والتعليم، جمعتني جلسة في مناسبة عامة، على سؤاله الذي طرحه عليّ، وقد فضلت أن يكون عنوانا مباشرا لمقالي «مدارسنا لماذا لم نعد نلمس فيها جودة الأداء» فقلت: باختصار هناك مليارات تضخ في حساب وزارة التعليم والتعليم، وهناك نظريات وتوجهات وخطط وجهود لاتنكر، وهناك معلمون ومديرون ومرشدون طلابيون يعلمون بجد واجتهاد، ومدارس نجحت في تحقيق معدلات عليا من الجودة، على أرض الواقع لم نصل صراحة إلى ما يوازي تلك المليارات، والدراسات، وبقي الكلام الإنشائي الذي نسمعه عن تقدم التعليم لدينا يسلينا ليس أكثر، لكن دعنا ننظر ونتأمل في تجربة اليابان وكوريا الجنوبية، وكيف نجح البلدان في تحقيق تقدم حقيقي في ميدان التربية والتعليم، وما ذلك إلا أنهم استثمروا في الإنسان الذي يعمل في المدرسة «مدير مدرسة، المعلم، المرشد الطلابي» فكان التدريب والتأهيل لهم بشكل ملفت ومركز، وقبل ذلك كان «الاختيار لمن يعمل في التعليم» يعمل من خلاله المسئولون، لدينا مازال (التدريب والاختيار) تحت المستوى المطلوب، فمازالت الوزارة، تعمل في استيعاب كل راغب للعمل في الوزارة، بصرف النظر إن كان يصلح أولا، ثم أنه بعيد التحاقه للعمل، لايدعم بالتدريب المطلوب وبحسب الاحتياجات حتى المناهج الجديدة لايُؤهل المعلمون عليها إلا بعد بداية العام الجديد بأسابيع، كما أن بطاقة الأداء الوظيفي، لم يتم الاستفادة حتى الآن منها، في تقييم وضع المعلم أو المدير أو المرشد الطلابي، حتى تقدم له خدمات تدريبية، حسب الاحتياج ليؤهل فيما يحتاجه، ولاأريد أن أغفل عن دور البيئة المدرسية فمازالت مدارسنا تفتقر للبيئة المناسبة للتعليم، حتى أخبرني ذلك الزميل بأن المدارس الجديدة التي تم اعتمادها للعام القادم، يتم الآن البحث لها عن مباني مدرسية مستأجرة، لكني أعود لأركز على أن العنصر البشري بمدارسنا يحتاج إلى اختيار، تدريب وتأهيل، ثم محاسبة كما يكرم المتفوق وأن يستفاد من التقارير المرفوعة في كل عام وأن يؤهل مدير المدرسة في ظل الصلاحيات الـ 52 التي أعطيت له، ليقوم بدوره الذي يتخطى مراقبة الدوام المدرسي، فيجب أن يضطلع بدور أكبر يقَّوم المعلمين، ويقّيم مستوياتهم بشكل دقيق بعيدا عن العواطف، ويدرب المعلمين من خلال خطة تدريب يرسمها في خطته، وينفذ ورش عمل، يشاركه المعلمون لمدارسة قضايا تربوية مهمة بهذا نستطيع أن نرقى بالجودة في مدارسا.