إعداد - خالد بن عبدالرحمن الطياش:
هل انتهى العصر الذهبي لبرشلونة؟
** تحدثت وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية عن نهاية الفترة الذهبية للفرقة الكاتالونية التي سيطرت خلالها على أغلب البطولات المحلية والقارية والدولية، ومن خلال الاطلاع بصورة مبسطة على بعض ما نشر فإنني أعتقد أن هناك فئتين من النقاد انقسمت آرائهم ووجهات نظرهم بصورة متغايرة.
** الفئة الأولى تمركّزت في إسبانيا بالذات وغالبيتها تندرج تحت لواء الصحافة المدريدية، حيث اتجهت إلى الحديث عن نهاية العصر الكاتالوني الذي سيطر خلاله برشلونة، وأعتبرت الفوز الأخير الذي حققه الريال في الكامب نو بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في أنظار تلك الفئة التي لم تتحدث عن أية أسباب مستقبلية أخرى من شأنها بالفعل أن تؤكّد نهاية العصر الذهبي لبرشلونة.
** بينما ذهبت الفئة الثانية للحديث بصورة أكثر واقعية حينما لخصت العديد من الأمور التي يحتاج إليها برشلونة ليستمر بنفس قوته التي عُرف بها، وفي حال فقدان بعض العوامل الأساسية أو تغيّرها فإنه سيتبع ذلك - دون أدنى شك- تغيّر في مستوى وأداء الفريق الذي تربع على عرش الكرة في الآونة الأخيرة بشهادة الجميع، ومن بين أهم العوامل الأساسية التي يجب توافرها هو استمرار جوارديولا على رأس الهرم الكاتالوني، حيث إن رحيله سيؤثّر سلباً بكل تأكيد على تماسك وترابط الفريق، وبالعودة للتاريخ فإن الصورة ستنعكس لمن يريد أن يشاهد كيف سيصبح حال برشلونة كما أصبح حال الفرق التي سبقته.
** فقط ميلان الإيطالي هو من تماسك وواصل فرض هيمنته بعد أن رحل المدرب الذهبي آريجو ساكي ليأتي مكانه الداهية فابيو كابيلو ليواصل حصد البطولات على جميع المستويات، وتبع تغيير المدرب فابيو كابيلو تغيّر كل شيء في النادي الإيطالي العملاق الذي لُقب في وقته الذهبي بنادي الأحلام، وهو النادي الذي وصفه تشافي هيرنانديز قائد برشلونة الحالي بأنه أقوى الفرق التي شاهدها خلال حياته.
** ثبات المدرب أمر هام للغاية، وفي حال تغييره فإنه يجب أن يتم تعويضه باسم لامع يمتلك المواصفات التي من شأنها أن تُلهم النجوم وتُبرز غيرهم، ويعد تقديم النجوم وإبرازهم على الساحة الكروية من العوامل الأساسية التي يجب توفرها في برشلونة ليضمن النادي إمكانية استمراره في تحقيق الانتصارات دون توقف، وخصوصاً أن بقية الفرق المنافسة لبرشلونة باتت لديها الوصفة الطبية المثالية لإيقاف فايروس ليونيل ميسي ورفاقه من الانتشار ومن ثمَّ طرح الخصوم بنتائج كبيرة ومذلة مثل تلك التي تعرض لها بايرن ليفركوزين الألماني حينما خسر بالسبعة. تلك الوصفة التي قدّمها المدرب الإيطالي ماسيمليانو آليجيري مدرب نادي ميلان عندما أوقف برشلونة في لقاء الذهاب بالتعادل السلبي وخسر منه في لقاء الإياب بعد أن احتسب الحكم ركلتي جزاء بسبب أخطاء مدافعيه.
** تلك الوصفة التي أقلقت المدرب الإسباني جوارديولا بعد ظهور نتائج القرعة، حيث قال ميلان هو الفريق الوحيد الذي يعرف كيف يلعب أمامنا، ومن يعلم؟ قد تكون تلك الكلمات التي نطق بها جوارديولا فتحت أعيون المنافسين لأن يغلقوا مناطقهم الخلفية مع الاعتماد على الهجومات المعاكسة السريعة، وهو ما سار عليه مورينهو ليكسب الكلاسيكو، وكذلك المدرب دي ماتيو ليصل بتشيلسي للنهائي الأرووبي.
** مغادرة جوارديولا للبلوجرانا تعني بالتأكيد نهاية العصر الذهبي لبرشلونة، حيث إنه من الصعب أن تجد مدرباً بشخصيته وبإمكاناته التي يلهم بها لاعبيه ويدفعهم لتقديم كل ما لديهم، وعينه الثاقبة في اكتشاف ومنح الفرصة للوجوه الواعدة لأن تكتسب الثقة ومن ثم تبرز وتسطع بقوة، فاللاعبون الشباب أمثال كوينكا، وتيو، وألكانترا يحتاجون بالفعل لجوارديولا ليتواصل العصر الذهبي لبرشلونة.