أقرب ما يكون إلى الذهاب للانتحار، تقود فئة غوغائية الشعب المصري إلى السقوط في دائرة الأزمات، فالملاحظ أن سلسلة الأزمات التي تحاصر الشعب المصري لا تنتهي وكأن هناك جهة متخصصة لإيذاء المصريين قد أنشأت مركزاً لإشعال الأزمات لإضعاف هذه الدولة التي كانت محورية، فإذ بها تجاهد من أجل الحفاظ على مقوماتها.
واللافت للانتباه أن من يشعلون ويثيرون الأزمات هم من الذين يتوخى بهم الحكمة والتعقل والفكر، فوراء جميع الأزمات نجد جهة إعلامية سواء تلفزيونية أو صحيفة، وبالتستر خلف حرية الرأي يرتكب العديد من الصحفيين المصريين جرائم وموبقات وحتى شتائم بحق المصريين ومن الذين يقفون مع مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، وكأنهم مدفوعين لتخريب العلاقة بين مصر وبين جيرانها ومنظومتها العربية، والذي يتابع أقوال وكتابات هؤلاء الصحفيين يرى أنهم يخدمون جهات معادية للعرب عموماً ولمصر خاصة، والغريب أن هؤلاء الصحفيين معظمهم (تربربت أكتافهم) على خير من يسيؤون إليهم ويشتمون شعوبهم وقياداتهم، وكانوا وإلى وقت قريب وقريب جداً يحمدون، ويمجدون، دول الخليج العربي وبالذات المملكة العربية السعودية، وبعضهم لا يزال يعمل في وسائل إعلامية يمولها ويمتلكها مستثمرون سعوديون، ولا ندري ما السبب الذي يدفع هؤلاء إلى نكران الجميل، هل لأن الجهات المعادية للعرب أصبحوا أكثر بذلاً وأن الدعوات التي تكاثرت في الآونة الأخيرة لزيارة طهران علاقة بذلك؟
هؤلاء المتحولون ممن خانوا أمانة الكلمة، وأشعلوا الفتنة بين المصريين قبل أن تصل نيرانها إلى العرب وممن يساعدون مصر، معروفون ومرصودون تماماً، فبالإضافة إلى المتلقي أصبح لكثير من الجهات قوائم سوداء تضم أسماء من يجللهم العار لأنهم فضلوا (الشيكات) على الولاء للوطن.. لمصر والعرب.
jaser@al-jazirah.com.sa