|
جدة - الجزيرة:
كشف المهندس خالد الصافي المشرف على لجنة الإشراف لمشروع أنظمة نقل مياه الشقيق – «المرحلة الثانية» أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والشركات المنفذة للمشروع واجهت العديد من التحديات بالغة الصعوبة نستطيع أن نلخصها إلى خمس أسباب , ولاسيما عندما يتعلق الأمر بنقل المعدات الثقيلة والمواد إلى مواقع العمل على اعتبار أنها منطقة جبلية يصعب بلوغها حيث حدت كثيراً من تنقلات العمالة التابعة للشركات المنفذة للمشروع بين مواقع العمل سواء كان ذلك في مشروع تنفيذ الأنابيب أو في محطات الضخ . مشيراً إلى أن من أهم أسباب التأخير في تنفيذ المشروع إلى جانب أن طبيعة المنطقة كونها ذات تضاريس مختلفة فإن عملية تفجير الصخور الصلبة في المنطقة تأخذ فترات زمنية طويلة لاستكمال الإجراءات مع وزارة الداخلية لأخذ التصاريح وخصوصا إذا كان في مناطق سكنية . إضافة إلى أن هناك العديد من المناطق وخصوصا في بطن الوادي ومرتفعات السلاسل الجبلية تزيد التحديات حيث لا تتوفر الخدمات في هذه المناطق لافتقادها لشبكات الاتصالات والطرق المعبدة ومراكز التسويق كونها مناطق جبلية نائية مهجورة وشبه خالية من السكان، ولكن بحمد الله وعونه وبجهود المسئولين بالمؤسسة تغلبنا على أكثر المشاكل الموجودة ولاسيما بعدما نجحنا في اختراق الجبال وإقامة الأنفاق الضخمة لتمديد الأنابيب .
ونوه إلى أن هطول الأمطار بشكل مستمر يسهم في زيادة صعوبة العمل عندما يؤدي إلى تلف الطرق لكونها غير معبدة مما يعيق الوصول الى مواقع العمل وأحيانا يحدث محاصرة للعاملين الموجودين في المشروع ويشل حركتهم بسبب تساقط الصخور بصورة مفاجئة وقد سبق أن سقطت الصخور على العمال في نهاية العام الماضي وتوفي 5 أشخاص .
ولم يخفِ المهندس الصافي إلى وجود تحديات أخرى لا علاقة لها بالتضاريس الجغرافية أثرت في تنفيذ المشروع كالمسار الذي يسير عليه المشروع والمفترض أن يكون في حرم وزارة النقل إلا أن توسعة الطرق من قبل وزارة النقل من أحادي إلى ثنائي وإنشاء طرق فرعية وطرق جديدة وكذلك تصاريح شركات الاتصالات وتوسعها في إمداد شبكاتها عطلت المشروع وجعلتنا نخرج من المسار التعاقدي في أملاك الدولة إلى البحث عن مسارات أخرى في الأملاك الخاصة وهذه المسألة دفعت بالمواطنين لاعتراض أعمال التنفيذ في تمديد خط الأنابيب على اعتبار أن المشروع يمر بوسط أراضيهم ومزارعهم كذلك يرفضون عدم مرور الأبراج للضغط العالي من فوق منازلهم مما جعلنا نستعين بإمارة منطقة عسير لحل كثير من الإشكاليات التي واجهتنا .
منوهاً إلى أن هذه التحديات والصعوبات الجغرافية أثرت بطريقة مباشرة وغير مباشرة على عنصر الوقت في تنفيذ المشروع مستبعداً أن يكون هناك تقصير من الشركات المنفذة على اعتبار أن المقاول ينجز تمديد خطوط الأنابيب بمقدار 2.5 كلم في اليوم في المناطق المستوية وهي مسافة تعد جيدة .. بينما في المناطق الجبلية لم نستطع السير بالعمل إلا مثل سير السلحفاة للمعوقات التى ذكرتها في السابق عازياً تأخر المؤسسة في إنجاز خط الشقيق / أبها لبعض المعوقات تمثلت في صعوبة نقل المعدات ذات الأوزان العالية إلى مواقع العمل بعد أن أخذت مناقشتها منا وقتا استمر موسمين قبل إقرار إنزال الشاحنات المحملة بالمعدات الثقيلة من أعلى الجبال إلى مواقع العمل في مناطق وعرة من خلال إنزالها مرتبطة بتركترات ثقيلة لعمل تحكم على سيرها خشية الانزلاق في الأودية ولاسيما أنها تسير على طرق ترابية مبيناً أنه في حالة وقوع خطأ بشري لا قدر الله من الممكن أن يؤدي الى وقوع كارثة كبرى على اعتبار أن تعويض مثل هذه المعدات ليس بالأمر السهل نظير تكلفتها المالية والبشرية .
لافتاً إلى أن المعدات المستخدمة في المشروع من أصعب المعدات المصنعة حيث تستغرق وقتا طويلا في تصنيعها فهناك شركات عالمية قائمة على تصنيع هذه المعدات الثقيلة كالمحولات والمعدات والمضخات والمعدات الكهربائية ولعل (صهاريج معدات التَيموٌر) واحدة من أكبر المعدات الثقيلة الموجودة في المنطقة , وهي الأولى من نوعها المستخدمة في مثل هذه المشاريع .
وأعترف المهندس الصافي , إلى أن هناك هجرة سكانية سابقة كما حدثت في بلحمر و بلسمر والنماص وتنومة نتيجة الحاجة الشديدة للماء , برغم من وجود خط أنابيب الشقيق / أبها المرحله الأولى الذي تم تدشينه قبل 25 سنة وتحديداً في عام 1989م ليغذي منطقة عسير بالمياه المحلاة إلاأن قلة الأمطار وشح الآبار وجفاف الأودية , إلى جانب تكاثر سكان المنطقة والتنمية العمرانية العالية جداً أوجدت حاجة ملحة في الأيام الماضية لزيادة مصادر المياه .
واختتم المهندس خالد الصافي بقوله : إن المؤسسة تتابع مشروع خط الشقيق / أبها باهتمام بالغ من كافة المسئولين عن المشروع , وفي مقدمتهم معالي وزير المياه والكهرباء عبدالله الحصين ومعالي محافظ المؤسسة الدكتور عبد الرحمن آل ابراهيم حيث يحظى المشروع بمتابعة شهرية وعقد سلسلة من الاجتماعات والزيارات المتكررة لهذا المشروع لتذليل المعوقات والصعوبات التي تواجهه وتحرص على أن يتم العمل بكامل الطاقة والطاقم من المقاولين المنفذين للانتهاء من المشروع في الوقت المحدد والذي قرر له بعد التمديد المعتمد بتاريخ 15-05-2012