قرأت في جريدة الجزيرة الصادر يوم الاثنين 10 جمادى الأولى 1433هـ تصريح سمو وزير التربية والتعليم، الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، أثناء زيارته التفقدية لمدارس محافظة الزلفي، الذي أشاد فيه سموه بمستوى الأفكار والمشروعات والبرامج المنفَّذة هناك، حتى أنه وصف إدارة تعليم الزلفي بأنها (الإدارة المتمكنة والقادرة على القيام بواجباتها تجاه الله ثم الوطن والقيادة الرشيدة).
ولا شك أن المتابع لنشاطات هذه الإدارة التعليمية ومشاركاتها المتعددة يتضح له أنها إدارة مبدعة ومستثمرة حق الاستثمار لجميع مواردها، وأرى أن من أسباب تفوق هذه الإدارة اهتمامها بإيجاد بيئة دراسية دافعة ومحفزة للتعليم والتعلم، وحرصها على تعزيز انتماء العاملين فيها للمؤسسة التربوية، إضافة إلى تشجيع أسلوب الشراكة مع رجال الأعمال بالمحافظة في دعم المسيرة التعليمية؛ حيث تحتفل سنوياً بتوزيع جائزة الفالح للتفوق العلمي،وجائزة نجوم السلام للتفوق الدراسي.
إن الإبداع لا يوهب، وليس نتاج جينات يتوارثها صنف من البشر، بل هو مجموعة من الأفكار الجديدة والمفيدة، التي لا تركن إلى المألوف وما اعتاده الناس، وإنما تبحث في فضاء واسع لا نهاية له، يستطيع الجاد فقط أن يأخذ منه بقدر جهده ومهارته وحسن تخطيطه. والذي أعرفه عن هذه الإدارة - بحكم عملي السابق وبحكم قربي من المحافظة - هو الإصرار والعزيمة التي يتحلى بهما القائمون على العمل التعليمي والتربوي؛ فهم يسعون إلى القمة ولا شيء دونها، ويتخطون العقبات مهما لقوا من العنت أو كلفهم الثمن، وقد أثبتوا ذلك بما حققوه من مراكز متقدمه في العديد من المنافسات المحلية على مستوى المملكة، وبنَيْل شرف تمثيل بلادنا في الملتقى العلمي العالمي بتايوان، الذي حصلت فيه على المركز الثالث في مجال المخترعات.
هذه إضاءة بسيطة على بعض المنجزات التربوية لهذه الإدارة الفنية، وهي قد لا تخفى على الكثيرين، لكني رغبت في المشاركة بها اتساقاً مع المناسبة، كما لا يفوتني الإشارة إلى وجود العديد من الأكاديميين والأطباء وأستاذة الجامعات والقيادات الأمنية والعسكرية والسواعد الوطنية المؤهلة الذين تخرجوا من هذه الإدارة الرائدة.
حمد بن صالح الجاسر - المدير العام لمدارس المنارات بالرياض