|
الجزيرة - نواف المتعب:
تترقب الاوساط المحلية والخليجية والدولية ما ستسفر عنه القمة الخليجية التشاورية التي ستنطلق مساء اليوم بالرياض. هذه القمة التي تأتي في ظروف جديدة بسبب الأوضاع الإقليمية والعالمية ويأتي ملف «التحول الى الاتحاد» كمقترح لخادم الحرمين الشريفين ضمن الأجندة الهامة التي تترقبها الأوساط المحلية والإقليمية والدولية. وفي قراءة للقمة المرتقبة أوضح لـ»الجزيرة» الخبير الاقتصادي الدكتور أنور عشقي أن القمة التشاورية تحمل العديد من الملفات المهمة ويأتي في مقدمتها الانتقال من مرحلة التعاون الخليجي إلى الاتحاد الخليجي وهو أمر لا شك أنه صعب ولكن في ظل التقارب والاشتراك سيتم تحقيق هذا الانتقال ليبقى التساؤل هل النموذج الكونفدرالي أم النموذج الفدرالي ما سيتم إقراره. وأضاف عشقي أن لجنة دارسة المقترح ارتأت أن تكون العملية في البداية عملية اتحاد بين أكبر دولة خليجية وهي المملكة وأصغر دولة خليجية وهي مملكة البحرين، كما أن الصعوبات التي ستواجه هذا الاتحاد سيتم التفاهم عليها ليتم تحقيق هذا الاتحاد بين المملكتين في البداية إلى أن يعمم النموذج ونصل إلى مرحلة اتحاد يشمل الجميع. وأشار أن الانتقال الى مرحلة الاتحاد له أسبابه فسقف التعاون الخليجي وصل إلى أعلى حد وتوقف لأن التعاون وصل المرحلة القصوى في شتى المجالات وبالتالي دعت الحاجة الى رفع السقف والارتقاء به وهذا لا يتم الا عن طريق الانتقال إلى مرحلة جديدة وهي الاتحاد الخليجي. ونوه الدكتور أنور عشقي بأن البعد الاقتصادي يجد مبتغاه للانتقال به مع هذه المرحلة فمتى ما تحقق الاتحاد سينعكس إيجاباً على مختلف الأبعاد خاصة وأن المنطقة تشهد تواجد الولايات المتحدة من خلال بقائها في العراق لذلك وبعد خروج الولايات المتحدة نجد أن دول الخليج يجب أن تملأ الفراغ الاستراتيجي بعد خروج الولايات المتحدة والاعتماد على نفسها في تشكيل القوة سواء سياسياً واقتصادياً.
من جهته قال الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن السلطان: قضايا التكامل الاقتصادي شبه متوقفة وذلك بعد أن وصلت مرحلة متقدمة ومن ثم توقفت ولم يعد هنالك تطوير فيها. مضيفاً أن عملية الاتحاد ستدفع عجلة التكامل الاقتصادي خصوصاً وأن الفترة الماضية شهدت انخفاضا في حجم التجارة بين دول المجلس. وشدّد السلطان بأن القمة التشاورية متى ما خرجت بتكامل سياسي سيسهم ذلك بتكامل اقتصادي يسرع من عملية التطوير في الخطوات الاقتصادية المشتركة إلى مرحلة كبيرة ومفيدة لدول المجلس. إلى ذلك علّق الاقتصادي الدكتور أسامة فلالي بأننا كعرب ومسلمين بحاجة الى عملية الاتحاد، وقيام دول الخليج بتحقيق هذه المرحلة خاصة في ظل الاشتراك بالعديد من المسائل سواء الاقتصادية أو الاجتماعية وكذلك الثقافية حتى الموارد سيسهم في خلق كتلة جبارة وجديدة على المستوى الإقليمي والعالمي. وأضاف: بهذا الاتحاد سيكون لنا القوة الاقتصادية في عملية الانتاج والتفاوض ككتلة وليس كدولة واحدة كما أن المنتجات الاقتصادية سواء في البتروكيماويات ومنتجات الغاز ستتمكن دول الخليج من التنسيق حولها بحيث تكون أكثر من 50 منتجاً بدلا ًمن أن تكون المنتجات قليلة ومتشابهة. مبيناً ان البعد الاقتصادي الذي سيتحقق عبر هذا التكتل سيكون من خلال التميز والقدرة على أخذ الريادة في شتى المنتجات لتكون دول المجلس انتقلت من مرحلة التنافس فيما بينها وتوقيع الشراكات الاجنبية لكل دولة على حدة في ظل التشابه الاقتصادي لنصل إلى مرحلة التنافس الدولي وليس البيني فالمصلحة الاقتصادية ستكون مشتركة بين الجميع وبالتالي سيتم اضافة قاعدة اكثر صلابة ومتانة وثقة تواجه العالم وتفرض السيطرة بنفس الطريقة التي رأيناها مع دول أوروبا حيث حققت تكتل عبر انشاء اتحاد أوروبي في بادئ الامر شمل 17 دولة أسهمت في مواجهة الولايات المتحدة وروسيا في شتى الأصعدة.