الحمد لله رب العالمين القائل ( إنما المؤمنون إخوة ) والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الرحمة والهدى الداعي إلى التكافل بين المسلمين القائل ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )
باسم أعضاء مجلس إدارة جمعية البدائع الخيرية وباسمي شخصياً، أحيي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة القصيم، ونشكره على تفضله بإجابة دعوة محافظ وأهالي البدائع لتدشين عدد من المرافق التنموية في المحافظة، ومنها المركز الاستثماري الخاص بالجمعية فأهلاً وسهلاً بسموه الكريم، ولا شك أن مثل هذا العمل من سموه له فوائد عظيمة منها أنه يطلع بنفسه على ما في المنطقة من النشاط الذي نجزم أنه يوجب الألفة بينه وبين المواطنين، وهذه حال يسعى لها كل ولي مع من ولاه الله عليهم، فإن التآلف بين الولاة وبين من ولاّهم الله عليهم معين جداً على تحصيل المنافع وتقليل الشرور لأن كل واحد منهم أي من الولاة ومن ولاّهم الله عليه مع التآلف، يشعر بأنه سند للآخر وأن مسيرته مكملة لمسيرة الآخر، وهذه حال يسهل الوصول إليها بمثل هذه الزيارات المباركة من ولاة الأمور لرعيتهم، كما أن في زيارة سموه للمحافظة رفعاً للمعنويات وتأييداً وتثبيتاً يزيد في الاندفاع للخير.
صاحب السمو : إن تشجيع ومتابعة نشاط الجمعية ودعمها المستمر من قِبل سموكم وسمو نائبكم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، له عظيم الأثر في سبيل تحقيق كثير من أهدافها النبيلة، والتي تتمثل في رفع المستوى الاجتماعي والصحي والثقافي والاقتصادي بوسائل متعددة. وإنه لشرف عظيم ورفعة للجمعيات الخيرية المنتشرة في مملكتنا الغالية ولله الحمد، أنها اقتفت سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم حين جاءه قوم من مضر وقد أصابتهم الفاقة الشديدة تمعر وجهه عليه الصلاة والسلام لما رأى فيهم من الفاقة، ودعا الناس إلى التصدق فتصدق رجل من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال : ولو بشق تمرة فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس فتهلل وجّه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه مذهبة فقال ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) رواه مسلم.
صاحب السمو : لقد مضى من عمر الجمعية ثلاثة وثلاثون عاماً مفعمة ولله الحمد بالعمل المتواصل، وهي ولله الحمد تتقدم من حسن إلى أحسن رغم المعوقات التي تعترضها أحياناً حتى أصبحت في مصاف الجمعيات النشطة في المملكة، وهذا كله بلا شك بفضل الله تعالى ثم بدعم الدولة السخي المستمر ومعاضدة محبي الخير من داخل المنطقة وخارجها، نسأل الله تعالى للجميع القبول .
صاحب السمو : لقد وضعت الجمعية نصب عينيها ضرورة وجود موارد ثابتة تدر عليها باستمرار خوفاً من أن ينضب معين التبرعات ويتخلّى بعض المتبرعين عن التزامهم، وقد حصل شيء من ذلك وهذه من توجيهات فضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - الذي يؤكد بذلك دائماً ولاشك أن الموارد تعتبر رافداً قوياً يغطي ما نقص ويزيد، وقد عملت الجمعية جاهدة في هذا السبيل وأنشأت العقارات التي لها مردود كبير ولله الحمد. وفي الختام أحمد الله تعالى على فضله وكرمه وجوده بما تتمتع به هذه الجمعية من مكانة وما تقدمه من خدمة، ونضرع إليه سبحانه أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يضاعف الأجر والمثوبة لمن كانوا سنداً لهذه الجمعية، ونسأله تعالى أن يحفظ لهذه البلاد المباركة قادتها ويوفقهم لما فيه خير البلاد والعباد، ويديم علينا نعمة الأمن والإيمان إنه جواد كريم.
* رئيس مجلس إدارة جمعية البدائع الخيرية