|
الرياض - عوض مانع القحطاني
أوصى قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم التشاورية في الرياض مساء أمس الاثنين برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود باستكمال دراسة مقترحات الاتحاد الخليجي لمناقشتها في قمة استثنائية تعقد في العاصمة الرياض في وقت لم يتم تحديده. وكان القادة قد ناقشو في مستهل القمة ملفات صعبة أبرزها فكرة إقامة اتحاد بين عدد من دول المجلس وخصوصاً السعودية والبحرين في ظل التهديدات التي تواجهها المنطقة.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع معالي الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في ختام اللقاء التشاوري الرابع عشر لقادة دول مجلس التعاون انطلاقا من الأهمية الكبيرة للموضوع والحرص على استكمال كافة جوانبه بشكل متأن... يقوم المجلس الوزاري باستكمال دراسة تقرير الهيئة المتخصصة ورفع التوصيات إلى قمة تعقد في الرياض. وأكد الأمير سعود الفيصل في البيان الصحفي بأنه انطلاقاً من الأهمية الكبيرة للاقتراح المقدم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وإيمانهم بأهمية هذا المقترح وأثره الإيجابي على شعوب المنطقة والحرص على استكمال كافة جوانبه وبشكل متأن يخدم الأهداف المأمولة فقد وافق أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس على اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بأن يقوم المجلس الوزاري باستكمال دراسة ما ورد في تقرير الهيئة المتخصصة وفقاً لذلك وبمشاركة معالي رئيس الهيئة والرفع بما يتم التوصل إليه من توصيات إلى قمة للمجلس الأعلى تعقد في الرياض. وأشار سموه إلى أن القادة بحثوا تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة بما في ذلك الاستفزازات الإيرانية الأخيرة في الجزر الإماراتية المحتلة وتطورات الأزمة في سوريا في ظل تصاعد وتيرة القتل والجهود القائمة للمبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة علاوة على ذلك بحث الاجتماع التشاوري العديد من الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك ومتابعة تنفيذ القرارات ذات العلاقة. وكان وزراء خارجية هذه الدول بحثوا خلال اجتماع تحضيري في العاصمة الرياض مساء أول أمس الأحد تقريراً يتضمن الصيغ المحتملة لتحقيق انتقال مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد بناء على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأفاد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني بأن الاجتماع التحضيري بحث عدداً من الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل المشترك.. واطلع الوزراء خلاله على تقرير بشأن الحوارات الإستراتيجية بين دول المجلس وعدد من الدول والتكتلات الدولية وعلاقات التعاون القائمة. وبين أن الوزراء ناقشوا موضوع دعم مشاريع التنمية في كل منالمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية حيث وافقوا على توسيع لجنة التعاون المالي والاقتصادي في أن تكون مساعدات دعم مشاريع التنمية في الأردن والمغرب على شكل منح لمدة خمس سنوات وليتم تقديمها بصفة عادية بين دول المجلس المانحة والدول المستفيدة وذلك رغبة في تسوية تقديم تلك المنح. وأكد د. الزياني استمرار مساندة دول مجلس التعاون ودعمها لليمن الشقيق في جهوده لبسط الأمن والاستقرار ولمواصلة جهود البناء والتنمية. كما أكدوا ثقة دول المجلس في قدرة اليمن على تحقيق ما يصبوا إليه أبناء الشعب اليمني الشقيق بقيادة الرئيس اليمني المنتخب وحكومة الوفاق الوطني.
المؤتمر الصحفي للأمير سعود
وعقب ذلك أجاب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عن أسئلة الصحفيين حيث أجاب عن سؤال عن موضوع الاتحاد بين المملكة والبحرين، أجاب سموه: الاتحاد معروض على كل دول المجلس ونظرت فيه بشكل شمولي والتقرير الذي رفعته الهيئة للمجلس وضع بعض التفاصيل وتبحث تفاصيل التفاصيل حيث إن هناك أجهزة مماثلة حصل فيها بعض الأخطاء وبالتالي تركت تنظيمها مفتوحا للفهم المختلف بين أعضائها وهذا ما يؤثر ويهدد أي اتحاد.. متسائلاً سموه هل سنكون مثلهم أم لا بد أن نتلافى أي سوء فهم ووضع إستراتيجية جيدة تخدم هذا الاتحاد.. ومعرفة الفهم المشترك في كل خطوة يخطوها هذا الاتحاد وأن لا يحصل هناك أي علامات سوء فهم ولذلك قرر أن يدرس من جميع جوانبه وأن يكون هناك مؤتمر استثنائي لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وإيكال دراسة هذا الموضوع إلى لجنة وزارية متفرغة لدراسة الموضوع برمته لأننا لا نريد أن يأخذ الموضوع أي بعد، من سوف ينضم إلى الاتحاد ومن سوف يعارض.. الهدف من قيام الاتحاد أن ينضم جميع الأعضاء إليه وليس دولة أو دولتين أو ثلاث المهم أن نتوحد جميعاً اتحادا واحدا.. ولذلك اتخذ القادة قرارهم بدراسة الموضوع من قبل هذه اللجنة الوزارية حتى يظهر الاتحاد بالشكل المطلوب.
وحول سؤال عن أن إيران قالت إن إقامة اتحاد بين السعودية والبحرين بمثابة حرب أجاب سموه: تهديد إيران واضح وبعدها للموضوع واضح وعلاقة السعودية والبحرين أو دخولهما في اتحاد شأن البلدين.. تهديدها في هذا الإطار واستنكارها غير مقبول ومرفوض وليس لإيران لا من قريب ولا من بعيد أي دخل في شأن بين البلدين حتى لو وصلت إلى الوحدة ولا يخصها.. نحن نقول لإيران اتحدي مع من تشائين لن يعيق اتحادها مع أي دولة.. نريد من إيران أن تبادر بحسن الجوار لا التهديد والاستنكار.
وعن الوضع في سوريا أجاب سموه بأن ثقتنا في المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لا زالت ولكن نحن نرى أن القتال لا زال مستمراً والعنف مستمر، صحيح العنف هبط بأرقام القتلى إذ كانوا يقتلون 80 شخصا ثم تجدهم حوالي 60 شخصا من هنا فإن العنف مستمر والقتل حاصل.. وهذا لا يرضي أحدا أو يعالج مشكلة السوريين المذبحة شبه يومية من هنا على المجتمع الدولي أن يكون هناك دفعة قوية وجديدة لحماية الشعب السوري حتى يكون هناك نتائج إيجابية مما وصلنا إليه وهذا ما نأمله.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) حول اتهام الإعلام السوري لدول الخليج بأنها تتدخل في سوريا وتمدهم بالأسلحة أجاب سموه قائلاً: الإعلام السوري لا يقول الحقيقة ولا يقول الحقائق عن الجرائم الإنسانية وما يقوله من تدخلات خليجية واتهام هذه الدول بأنها تمد الأسلحة غير حقيقي والتدخلات الحقيقية هي ما تقوم به سوريا من تدخلات في الشأن اللبناني وإيذاء لبنان وتدعم قوى على قوى أخرى هذا هو التدخل الواضح في شؤون الغير.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن موقف دول الخليج من الإرهاب وتواجد الإرهابيين في الأراضي اليمنية أجاب سموه: الإرهاب موجود في كل مكان والمسؤولية هي مسؤولية دولية ويجب أن نتعاون ونتكاتف عليها لمنع الإرهاب ومواجهته، مشيراً سموه إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا مع اليمن للقضاء على الإرهابيين في هذا المجال ونحن نتطلع إلى أن تسلم أراضي اليمن من هذا الوباء الذي لا يأتي من ورائه خير.. واليمن يحتاج إلى تعاون دولي وأن يتم القضاء على القاعدة وسلامة اليمن تهمنا في دول المجلس جميعاً.
وحول سؤال عن قيام اتحاد وبعض الاتفاقيات من خلال المجلس لم تفعل حتى الآن أجاب سموه: الحقيقة أن قيام الاتحاد سوف يجعلنا نعجل بالمشروعات الأخرى سواء في المجال الاقتصادي والسياسي والعسكري والأمني، بوجود هذا الاتحاد سوف نعالج هذه المشاكل وسوف تقوم الهيئات المتفرغة لقيام هذا الاتحاد بحل جميع المشاكل وتلبية طموحات أبناء دول المجلس وستعمل ليلاً ونهاراً من أجل إنجاز الاتحاد لكي يكون قادراً على تنفيذ جميع الاتفاقيات.
وحول سؤال عن زيارة أحمد نجاد للجزر الإماراتية ووجود علاقات مع إيران وهذا هو نوع من التحدي لدول الخليج أجاب سموه: إيران بطبيعة الحال إذا كانت تريد حسن جوار وتتطلع إلى علاقات مع دول المجلس فلا يمكن أن ننظر إلى هذه العلاقات إلا بعد الرحيل عن هذه الجزر.. نحن نقدر السياسة الحكيمة التي تقوم بها الإمارات لدفع الشر بالحوار وليس بالسلاح لأنها تبحث عن الحل السياسي لا العسكري الذي يأتي عن طريق التفاهم فكل دول المجلس تدعم هذا التوجه وهذا ما نحن بصدده.