فاصلة:
«قاعدة المصباح هي الأسوأ إضاءة»
- حكمة عالمية -
في رأيي أن الأسرة السعودية تعاني اضطرابًا في تركيبتها، حيث يقوم الخدم والسائقون بأدوار اجتماعية ليست مخصصة لهم فضلاً عن معاناة الأسرة في التواصل بين أعضائها بسبب كبر حجم المنزل أو اتساع الهوة العاطفية.
فارق كبير بالطبع بين الأسرة السعودية قبل سنوات وبينها الآن على كافة الأصعدة، فالمنازل الآن مليئة بوسائل التواصل الاجتماعي في أسر لم تكن تجيد الحوار أو تسمح بالتعبير عن الذات.
الأعضاء الذين لم يكونوا يتحدثون في حوارات تحت سقف منزلهم أصبح كل عضو منهم لديهم من الوسائل التكنولوجية ما يشبع بها حاجته إلى الاستئناس برفيق خارج نطاق دائرة الأسرة.
أدوار الأم والأب لا تتضح بصورة واقعية فأحد الطرفين هو الذي يقود المركبة مستأسدًا بسلطة النوع أو المال أو حتى العاطفة.
بينما يبدو الطرف الآخر مستسلمًا إلى أجل مسمى.
وهذا ما يفسر ارتفاع معدلات الطلاق بعد علاقات زوجية لسنوات طويلة وبعد أن يكون الأطفال في عمر المراهقة أو النضج الشبابي.
الأدوار الاجتماعية في المؤسسة الزواجية ليست واضحة لأن كل من الرجل والمرأة لا يدرك ما هو دوره الصحيح ولا يهتم الطرفان بتأسيس علاقة متوازنة لأن الحقوق والواجبات ليست واضحة أيضًا بسبب الضجة المجتمعية حولهم من تغييرات قيم وتحديثات للمبادئ، وعندما يفكر الطرفان في طلب المساعدة من خبراء المشكلات الأسرية يدخلان في دائرة خطيرة لممارسة هذا الدور من قبل غير المختصين.
يعيش الطرفان في الأسرة السعودية لأجل الأبناء وهذا يجعل ضميرهما مرتاحًا لأجل التضحية ويغفلان أن الإنسان إن لم يشبع احتياجاته النفسية والمادية فلن يستطيع مهما فعل أن يشبع الآخر.
الهوة بين الأعضاء تتسع في ظل غياب الحوار وقيم المشاركة والتعاون بالإضافة إلى وجود الخدم والسائقين في دور يفوق حجم وعيهم بالأسرة وانشغال الأب بالسفر مع أصدقائه وانشغال الأم برفقة الصديقات وعوامل أخرى عدة.
التطرف من أبرز سمات الأسرة، تطرف نحو الدين أو نحو التقليدية والخوف من نظرة الآخر وتقييمه ومع ذلك فالصورة ليست قاتمة، حيث يوجد أسر استطاعت أن تعي الدور الصحيح لتأسيس الأسرة لأهميتها وليس لأهمية وجودها كمطلب تشريعي يكتفي بوجوده للتناسل فقط واستطاعت أن تفهم أهمية الحوار في وجوده كمطلب اساسي في تكوين الأسرة وبقائها.
nahedsb@hotmail.com