تأهل الفريق الأجدر والأفضل للنهائي الكبير، ومن أصعب الطرق.. فيكفي الأهلي أنه قابل الهلال ذهاباً وإياباً.. فقد كان الأهلي في مجموع مباراتي الذهاب والإياب هو الأفضل من شقيقه الهلال.. نعم الأهلي كان الأفضل في ثلاثة أشواط لشوط لزميله الأزرق؛ حيث سيطر على شوطي مباراة الذهاب.. والشوط الثاني من مباراة الإياب بعد أن خذلت اللياقة البدنية لاعبي الزعيم.. بينما تمت السيطرة الهلالية على كامل الشوط الأول من مباراة جدة.. وسنحت له فرص حقيقية، وإنما افتقدت اللمسة الأخيرة.
يوم الجمعة القادم سيحضر الأهلي بقضه وقضيضه في مباراة لا تحتمل أنصاف الحلول.. أو الاجتهادات الطارئة.. أو استساغة التخدير الإعلامي.. فتاريخياً حقَّق النصر بطولة كأس المليك أمام الأهلي مرتين، موسمي 1394هـ و 1396هـ، بينما سبق للأهلي الفوز على النصر بكأس المليك قبل ذلك مرتَيْن متتاليتَيْن، موسمي 1391هـ و1392هـ.. فالتاريخ الكروي للفريقين يعادل بعضه بعضاً في تناوب الظفر بالكأس الغالية.. وكفتا الفريقين متوازنتان في الاستحواذ على هذه البطولة بينهما.. بينما واقع الحال يرشح الأهلي وبنسبة عالية.. وهو أفضل بمراحل من النصر بكل الوجوه والاعتبارات.. وإنما تظل كلها ترشيحات لا تغني عن الحذر والاحتياط التام لما يمكن أن يقدمه النصر في نهائي غاب عنه طويلاً.. ويتعطش لتحقيق بطولة كبرى ومن أمام الأهلي الفريق المتطور.. والأحق بتحقيق البطولة الغالية.. فمن العدالة أن تكون الكأس الغالية من نصيب بطل الكؤوس ولا أحد سواه.
سبعة وثلاثون عاماً تفصل بين آخر لقاء تم فيه التقاء الفريقين في نهائي كأس الملك، وفاز به النصر؛ لذا على الأهلاويين احترام الفريق الأصفر بل والحذر منه واعتبار المباراة رد اعتبار طال مداه.. وانتظره الأهلاويون لمدة سبعة وثلاثين عاماً.
وبالعودة للمباراة التي لا ولن تُنسى.. بين الإمبراطور والزعيم.. الهلال.. وضح فارق اللياقة بين الفريقين.. وضحت معاناة الزعيم الحقيقية.. فلا لاعبين أجانب يصنعون فارقاً.. ولا لاعبين محليين ـ بدءاً من حراسة المرمى ـ تتواءم مع الهلال شموخاً.. ولا روح تقلب النتائج قلباً.. وكأني بالهلال قد أُنهك إدارياً بصورة جلية.. وهذا ما انعكس على الأداء الروتيني للاعبين.. ومشكلة الهلال إدارية بحتة وبوضوح بالغ الشدة.. وفهمكم كافٍ.
ملحوظة: بعثت هذا المقال إلى المطبعة قبيل مباراة الفتح والنصر، وقد جزمتُ ببلوغ النصر للنهائي عندما علمت أن الحكم محلي.. فقد قُضي الأمر.
نبضات!!
- ثمة ثلة من عديمي الضمير المهني تحاول تكوين حملات للإساءة للأستاذ حسن الناقور بغرض (التطفيش) لإبعاده عن الهلال.. هذا الذي عرفته دون معرفتي بمضمون تلك الحملات لقلة متابعتي لمثل تلك البرامج البائسة.. إنما معرفتي بمن يكون حسن الناقور وثقافته العالية وذكائه هي ما يجعلني مطمئناً من عدم تحقيق أهدافهم.. وفوق ذلك فالرجل نموذج في الاستقامة.. فهو شاب يزدان بحكمة الشيوخ.. وشيخ يزدان بوهج وعطاء الشباب.. أول ما عرفته هالني عشقه الجنوني للزعيم.. والشاب ينبوع نقي.. ستتعب معه فِرَق الردح الرديء!!
- ينبغي للمعلق الرياضي أن يكون نزيهاً ومنصفاً ومحايداً ولبقاً ومقبولاً، وكل تلك الأمور غابت عن معلق مباراة الأهلي والهلال، وكان نقطة الضعف في منظومة النقل.. وفوق ذلك فقد ارتكب أخطاء فادحة، منها قوله الذي لا يتوافق مع كونه مسلماً مؤمناً بالله موحِّداً له تعالى حين قال مردداً (الاعتماد على عماد)، ونسي أو تناسى أن الاعتماد أولاً وأخيراً على الله عز وجل.. وهو بكل تأكيد أقل كثيراً من مستوى المباراة.. ولا ألومه إنما اللوم يقع على من سمح له بالتعليق على مباراة كهذه!!
- الكثير من جمهور الأهلي يظهرون عبر الشاشة وهم يرتدون القميص ذا اللونين الأصفر والأخضر.. وهو شعار ناديي (الخليج بسيهات).. ولا علم لي ما الأسباب التي دفعت شريحة من الجماهير إلى استبدال بلونَيْ الأهلي الأجمل (الأخضر والأبيض) اللونين (الأصفر والأخضر). أقول ذلك لأن ظهورهم على الشاشات بالقمصان الصفراء سوف يوحي بأن هؤلاء جماهير نصراوية وليست أهلاوية!!
- كأن هناك من يتربص بالفريق المكاوي العريق.. ففي غمرة الأفراح الوحداوية بالعودة إلى الدوري الممتاز أصدرت لجنة الانضباط قراراً ظالماً لا يتفق بحال من الأحوال مع قدسية هذه البلاد.. ولا مع أدنى قيم العدل بإبعاد الأستاذ جمال تونسي عن المجال الرياضي لمدة خمس سنوات وتغريمه مئة وخمسة وسبعين ألف ريال ظلماً وعدواناً.. فأين مثل هذه القرارات عن الذين نزلوا إلى الملاعب واعتدوا حتى على الحكام ورجال الأمن وغيرهم الكثير؟!!.. وإنما نقول للأستاذ تونسي لك الله ثم ولاة الأمر أيها الرجل المكاوي الكبير.. وثق بالله أن قلوب السعوديين من أقصى البلاد لأقصاها معك وتدعو لك.. وكأني بحال لسان الأستاذ جمال التونسي يقول: لأن أخسر قضية لا بد أن تنتصر يوماً ما.. خير من أن أنتصر في قضية سوف تخسر يوماً ما.. والعاقبة للمتقين!!
- وأخيراً.. ليس هناك أجدر من الهلال بحصوله على بطولة كأس ولي العهد - حفظه الله -.. وليس هناك من هو أجدر من الشباب بحصوله على بطولة الدوري.. وليس هناك من هو أجدر من الأهلي بحصوله كأس خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - فاللهم أتمم فضلك على المستحق الأجدر في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.. وليبق الكأس الغالية في شارع التحلية بجدة.. يختال فرحاً وحبوراً.
abo_abddullah@hotmail.com