أخيراً قرَّرت شركة (ياهو) يوم أمس الاستغناء عن رئيسها التنفيذي (سكوت تومبسون) بعد فضيحة (شهادته المزوَّرة) وادّعائه بأنه حاصل على شهادة في (علوم الكمبيوتر) ولكن الحقيقة أن شهادة سعادة المدير طلعت (فشنق) ولم يحصل على شيء, الشغلة كانت طوال السنين الماضية مجرد تزوير في (سيرته الذاتية).. فيما اشتهرت الحادثة في الإعلام الأمريكي بـ (ريزومي غيت)..؟!
طبعاً الفضيحة كشفها (موظف تدقيق) عندما رغبت الشركة في تبديل أربعة أعضاء جدد في مجلس الإدارة من بينهم المذكور, ويا ليت عندنا في عالمنا العربي (مدققين مفتحين) مثل هالموظف, كان (الغيتات) على وذنه..!
استغرب من مزوّري الشهادات لدينا بجاحتهم وقوة عينهم (الواحد تعرف أنه خراط.. وشهادته مما خفّ وزنه وارتفع سعره) بمعنى ما تفرق عن (شهادات الشكر) التي بدأت تبيعها (محلات أبو ريالين) ومع ذلك يكتب في سيرته الذاتية (حاصل على شهادة الماستر أو الدكتوراه) في تخصص تحلية (البطيخ المالح) في باطن الأرض..؟!
هناك في أمريكا والغرب نادراً ما ينادون الحاصل على (الدرجة البروفيسورية) وهي أعلى درجة علمية بلقب دكتور أو بروف, بل على العكس يكون سعيداً بمناداته باسمه أو مستر ... بينما عندنا قد يغضب سعادته عند توجيه طلب أو خطاب أو معروض من (مواطن غلبان) يفك الخط بالبركة إذا لم يطرّز الورقة بديباجة (سعادة الدكتور الغضنفر الجهبز )..؟!
في ظل انتشار (دكاكين منح الدرجات والألقاب العلمية) في العالم اليوم, أقترح وضع (اختبار قياس) للمديرين الحريصين على وضع (الدال) قبل أسمائهم حتى في مقالاتهم الصحفية ودعواتهم العائلية, ولنبدأ بالعاملين في (سلك التعليم أولاً) وبكل مراحله لنتأكد من جدارتهم بحمل هذا اللقب حتى لو كانت شهاداتهم (صحيحة) لكونهم مرتبطين بالأجيال القادمة وهم أول من سنَّ (بدعة القياس)..؟!
لجنة معادلة الشهادات الجامعية بوزارة التعليم العالي قالت قبل (أربعة أيام): إنها رفضت معادلة أقل من 5% من الشهادات المقدمة لمعادلاتها, والعقوبة للمزوّرين هي (السجن والغرامة) كما حذَّرت وزارة الداخلية..!
ولكن ماذا بشأن من يشتري الشهادة (كبرستيج) وفشخرة على خلق الله.. دون أن يتقدّم لمعادلاتها (وفق النظام), أليس من الأولى أن تكون عقوبته نابعة من (المجتمع نفسه) ولو بنظرة (ازدراء ثم شفقة) حتى نُبقي للدرجة العلمية قيمتها ومكانتها اللائقة..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net
