ليست المرة الأولى أن يوجه المليك أعضاء مجلس الوزراء الموقر بالاهتمام بأمور المواطنين، في جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين 9 جمادى الآخرة 1433هـ لقد وجه بكلمات وجمل مختصرة، لكنها حملت بين طياتها معاني كبيرة وعظيمة، لقد قال حفظه الله:
“ أحملكم مسؤولية كبيرة لأنكم اخترناكم من بين شعب المملكة العربية السعودية ولازم تقدرون هذا ولازم تتحملوا المسؤولية وتؤدون واجبكم نحو دينكم ووطنكم وشعبكم.” تلكم الدعوة من لدن ولي الأمر لتحمل المسئولية تجاه الدين والوطن والمواطنين، هي دعوة شمولية، وهي وربي أسس ومرتكزات عظيمة لو استشعرناها ووضعناها نصب أعيننا لعم المجتمع الرخاء ولعمه النماء.
دعوة المليك للوزراء دعوة موجهة، من خلالهم، لكل مسئول في وطننا الكبير، من الأمير إلى الوزير وإلى الكبير والصغير، الذين حملوا مسئولية خدمة الوطن، كما وجه بذلك المليك المفدى، الذي تخرج كلماته من قلب مؤمن بربه مستشعر بالمسئولية العظيمة، ولا شك أن ما يخرج من القلب يقع في القلب.
يطلب خادم الحرمين الشريفين أن تكون أبواب مكاتب المسئولين مفتوحة، لمن؟: لي ولك ولجميع المواطنين، هاهو يقول: “أطلب منكم أن مكاتبكم لا تحطون عليها بواب ولا تسكرونها أمام الشعب لأنكم أنتم كلكم ونحن خدام لهذا الشعب ولهذا الوطن،” نعم يريدها مفتوحة ماديا ويريدها مفتوحة معنويا وتنظيميا، يريد من المسئول أن يعمل في مصلحة من عين من أجلهم ومن أخذ أجره من أجلهم، يريد المليك أن يعي المسئول مسئوليته ويقوم بواجبه متفانيا ومخلصا فيه، مسهلا أمور الناس عاملا على حل مشكلاتهم وقضاياهم، متحاشيا الروتين الطويل، الممل.
لقد قالها المليك بأخصر عبارة وبشفافية عالية، قالها للأمراء والوزراء في مجلس الوزراء: “وأتمنى منكم يا إخوان الجد والاجتهاد والمسؤولية لأن هذه أمانة، أمانة، أمانة من عنقي لأعناقكم...” لقد أشهد المليك الجميع بأن الأمر يتعلق بأمانة تحملها ومن ثم حملها المسئولون، فهل من صراحة وشفافية أعظم من ذلك؟، لا وربي، بقي أن نتمنى أن تعيها آذان صاغية وأن تستقر في قلوب كبيرة، إن ما تفوه به المليك خارج من قلب كبير.
alshaikhaziz@gmail.com