كلما هدأت المنطقة لتواصل النماء والرخاء والإخاء، كلما نهض (أبو درياه) من خلف البحر ليهدد السلام وبلاد الإسلام، و(أبو درياه) وحش أسطوري عملاق أتذكره في الأسطورة الفارسية ينهض:
***
من أقاصي المياه
يظهر وحش أسطوري عملاق
يسمى بودرياه
ما شاهده البحارة يوماً
لكن الرعب الهائل منه
ظل يطاردهم مذ عرفوا البحر
وحتى اليوم
فيا للمأساة
***
بودرياه
ينهض مثل البركان
أو كالتنين الأعمى
يهشم بأياديه النارية
سفن الغاصة
أو
يبتر حبل المرساة
يقذف بالأسماك إلى الأعلى
ويلتهم الحيتان
يقطع أرزاق البحارة
وصيادي الأسماك الفقراء
***
بودرياه
قد يبتلع القمر الوضاء
وترجف مدن الساحل
من مأتاه
***
مرّ زمان لم يأتِ
ونسي الناس أبو درياه
لكن:
كلما هبت (الكوس)
تزكم أنوف أهل الصحراء
رائحته (العفنة)
الأكثر عفناً من مرآه؟!