|
لقاء - منيف خضير:
حينما تكون الإنجازات بسمو غايات وحجم تطلعات أصحابها، تحتم الوقوف ولو للحظات لنعي حقيقة هذا الإنجاز منذ أن كان مجرد فكرة تدور في خلد صاحبها، إلى أن أصبحت مصدر عطاء ومنار إشعاع وملاذاً أسرياً آمناً وحاضناً لفئات من المعوزين طالما انتظروا من يأويهم ويقيهم لهيب الصيف وبرد الشتاء، ويحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم؛ وهذا ما أُنشئت من أجله هذه المؤسسة الرائدة، مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي.
فمنذ أن استشعر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- حاجة تلك الفئات الفقيرة لمن يأويهم ويتلمس حاجاتهم تجاوز حدود العطاء المباشر؛ فعهد بهذا الأمر إلى نخبة من خيار المجتمع من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاجتماعي والإنساني والخيري بالمملكة ليبلوروا هذه الفكرة ويجسدوها واقعاً حياً وفاعلاً يلبي حاجات تلك الفئات المادية والمعنوية ويأخذ بيدها ليجعلها شرائح فاعلة ومواكبة لركب التنمية في المجتمع السعودي.
(الجزيرة) التقت أمين عام مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي. أ.د. أحمد بن حسن العرجاني، ليلقي الضوء على هذا المشروع الإنساني الضخم، كما التقت عدداً من المسؤولين في المؤسسة فإلى البدء..
-كيف تنظرون للخدمات الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين من خلال هذه المجمعات؟
تنبثق رؤية خادم الحرمين الشريفين لأهداف المؤسسة من المبادئ والأسس التي يحث عليها التعاليم الإسلامية في مقدمتها العناية بالإنسان وتقديم كل ما يحتاجه مع إيلاء الفئات الأشد حاجة في المجتمع للسكن في جميع مناطق المملكة ولذوي الدخل المنخفض فيها، وتوفير الخدمات الضرورية لمساعدتهم على تحسين مستوياتهم التعليمية والمهنية والمعيشية بجهودهم الذاتية حتى يكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع، معتمدين على أنفسهم في تلبية احتياجاتهم دون مساعدة الآخرين.
ومن هذا المنطلق فإن خادم الحرمين الشريفين يحرص ويحث ويتابع دائماً كل ما يتعلق بالمواطن من أجل راحته وخاصة الفئة التي هي أشد حاجة للسكن من أجل تأمينها لهم وبالبرامج التنموية التي تسهم في جعلهم مواطنين يعيشون مثل غيرهم من المواطنين في هذا البلد.
والمطلع على الخدمات الإنسانية التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين في مجال الإسكان خاصة يجدها ترجمة حقيقية لما يطمح إليه من تقديم ما يخدم المواطن ويرتقي به وبمستوى معيشته لا سيما وأن الحاجة إلى السكن هي من أهم الحاجات والمتطلبات التي تؤدي إشباعها شعور الفرد بالاستقرار والطمأنينة وبالأمان والانتماء، مما يساعد ذلك في دفع عجلة التنمية الاجتماعية التي تجعل من الفرد قادراً على البذل والعطاء وتقديم ما يسهم في عملية تطوره بالمجتمع.
إن تلك الخدمات الإنسانية تأتي وبحرص منه حفظه الله حيث تبذل لمستحقيها على أن تكون خالصة لوجه لله تعالى رغبة في الأجر من الله سبحانه وتعالى وأن يكون براً بوالديه.
وتأتي تلك الخدمات الإنسانية في مجملها معبرة عن الشعور العميق لدى خادم الحرمين الشريفين للمواطنين وحاجاتهم وترجمة صادقة لمساعيه الدؤوبة في توفير البيئة الاجتماعية والسكنية المناسبة للمواطن في هذا البلد المعطاء.
15 مجمعاً سكنيا
ً لـ 15700 ألف شخص
كما التقينا بمدير عام المشاريع في مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي المهندس فهد الجاسر حيث تحدث عن عدد المجمعات التابعة للمؤسسة وقال:
بلغ عدد المجمعات السكنية التابعة للمؤسسة 15 مجمعاً سكنياً، وبلغ إجمالي الوحدات السكنية 2300 وحدة يستفيد منها قرابة 15700 شخص ممن تنطبق عليهم شروط المؤسسة.
وعن آلية توزيع هذه المجمعات قال: هناك شروط الاستحقاق من أهمها:
أن تكون الأسرة سعودية.
أن تكون مقيمة في منطقة المشروع حد لا يقل عن 3 سنوات.
ألا يكون لديها قرض في صندوق التنمية العقاري.
ألا يكون على كفالة الأسرة عمالة أجنبية بقصد التجارة.
ألا يتجاوز راتب الأسرة الشهري عن 2500 ريال.
وفيما يتعلق بأبرز الاحتياجات الخدمة الموجودة، وأيضا التي تنقص مثل هذه المجمعات أضاف قائلاً: جميع الخدمات من الماء والهاتف والكهرباء متوفرة بالمجمعات السكنية وكذلك المدارس والمساجد ومراكز الرعاية الصحية.
وفي سؤاله عن بعض المجمعات التي تحتاج إلى مدارس ومركز صحي وخدمة هاتف، ماذا سيتم حيال ذلك؟
أجاب قائلاً: يتم مخاطبة الجهات ذات العلاقة لتشغيل المدارس والمركز الصحي القائمة أو بناءها وتشغيلها في حالة عدم توفرها في المشروع، ويتم التواصل مع الجهات المعنية التي هي دائما متعاونة مع المؤسسة للقيام بتوفير الخدمات التي يحتاجها المستفيدون من أجل بدء العمل وتقديم الخدمات اللازمة من هاتف ونظافة ورعاية المساجد ونحوها.
إدارة المشاريع
مجمعات سكنية جديدة
- ما هي تكاليف هذه المجمعات المالية؟
584 مليون ريال تشمل تكاليف الوحدات السكنية ومباني الخدمات الاجتماعية.
- هل ثمة مجمعات أخرى جديدة، ومتى يتم العمل بها؟
بدأت المؤسسة في تنفيذ مشاريع المرحلة الثالثة وهي بعدد 350 وحدة سكنية موزعة على عرعر، نجران، ووادي الحياة في منطقة عسير والريث في منطقة جازان، وجار إعداد الدراسات لتنفيذ مشاريع في القنفذة والحناكية.
- هل يمكن إضافة وحدات سكنية للمجمعات القائمة أم يكتفى بالقائم إنشاؤه؟
حتى الآن ليس هناك أولوية للتوسيع في المجمعات إلا بعد أن تستكمل المؤسسة مشاريعها في جميع مناطق المملكة ذات الأولوية القصوى، بعدها ستقوم المؤسسة بدراسة إمكانية التوسيع في المجمعات القائمة.
مجمعات ذكية
كما التقت (الجزيرة) بمدير عام إدارة البرامج التنموية في المؤسسة الدكتور محمد العتيق ليتحدث عن جهود المؤسسة في مجال البرامج التنموية، وأبرز الأنشطة الاجتماعية والتثقيفية التي نفذتها إدارة البرامج في المجمعات فقال: تعمل المؤسسة ممثلة في الأمانة العامة على تنمية الإنسان من خلال الإسكان وذلك بتقديم العديد من البرامج التنموية في جمع المجالات من أجل الرقي بالمستفيدين من المشروع ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم وسد حاجاتهم بأنفسهم، فإدارة البرامج تقدم البرامج والأنشطة التي تتلاءم مع كل فئة عمرية وكل منطقة حسب طبيعة المستفيدين وحاجاتهم الفعلية وقدراتهم، وتحرص على الجوانب التعليمية لرفع المستوى التعليمي ثم التدريب لإكسابهم المهارات وتنمية قدراتهم، هذا بالإضافة إلى التوعية والإرشاد والتثقيف من أضرار المخدرات والتدخين، واستغلال أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالنفع، والتحذير من الظواهر المضرة بالفرد كما تساهم إدارة البرامج بالتنسيق مع الجهات المعنية عن الوظائف المناسبة في انخراط المستفيدين فيها من الجنسين، ومن البرامج الناجحة والمستمرة والتي انتهت بعد التدريب بالتوظيف في برامج تحضير المنتج النهائي للروبيان حيث تم خلال توظيف أكثر من مائتي فتاة، وكذلك برنامج الخياطة وتجهيز الأثاث والمستلزمات المنزلية والذي تخرج منه أكثر من مئتين وخمسين فتاة وتم توظيفهم في تأثيث بعض المجمعات السكنية، إضافة إلى برنامج تجميع السبح والذي تقوم به الأسر المنتجة في منازلها، ومن البرامج الجديدة التدريب المنتهي بالتوظيف في مجال مبيعات الذهب، وكذلك التدريب في مجال الحاسب الآلي من خلال قوافل متجولة بالسيارة على مجمعات المؤسسة في مناطق المملكة بالتعاون مع هئية الاتصالات، كما تعمل المؤسسة حالياً على تحويل المجمعات السكنية إلى مجمعات ذكية بالتعاون مع شركات هيئة الاتصالات وشركات الاتصالات.