في هذا اليوم تعم البهجة والسرور جميع أرجاء وطننا الغالي، وتستمر مسيرة أمة تجسدت وحدتها في الالتزام بدين الإسلام الحنيف، واتباع كتاب الله وسنة نبيه وتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع الأمور، وما أنشأها عليه الملك المؤسس من المبادئ السامية. وتتوالى الإنجازات أينما نظرت، فبدعم من الحكومة الرشيدة، تتم كل عام المشاريع الكبرى في المشاعر المقدسة، خدمة للإسلام والمسلمين، ولراحة ضيوف الرحمن.
ولم تأت تلك النهضة الطموحة الشاملة التي تعيشها مملكتنا الحبيبة إلا من شعور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله ووفّقه إلى كل خير - بأهمية تلك النهضة، وحرصه الدائم والدؤوب على تحقيق المزيد مما يعود بالخير على الوطن ومواطنيه، فقد بنى الجامعات في شتى أرجاء المملكة. وأنقذ بلاده من العاصفة الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد العالمي، فلم تتأثر بما تأثرت به كثير من بلدان العالم. وعمل على مواصلة مشوار العطاء والبناء والإنجازات العطرة في شتى المجالات التعليمية والطبية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية والعمرانية ومشروعات البنية التحتية وغيرها. فحظي قطاعا التجارة والصناعة، كباقي القطاعات الأخرى، بالدعم والتشجيع من قبل خادم الحرمين الشريفين، وشهدا تطوراً ملموساً، كما في إقرار الخطة الإستراتيجية الصناعية للمملكة، والتي تهدف إلى أن تكون الصناعة هي الرائدة في اقتصاديات الوطن. لذا نجده قد أمر واعتمد ووضع حجر الأساس ودشن العديد من المشروعــات العملاقة في مختلف مدن وقرى المملكة، ضمن زياراته التفقدية للمناطق التي يتلمس فيها احتياجات المواطنين، والسماع منهم مباشرة، والعمل على تحقيق وتوفير احتياجاتهم. إذ كان من أولوياته إرساء العدل بين أبنائه المواطنين، وتقديم كل ما من شأنه خدمتهم وإيجاد الراحة والسعادة والطمأنينة بينهم، وحرصه الشديد والدائم على رفاهية أبنائه المواطنين وسلامتهم والتأكد من أنهم يعيشون بأمن وأمان.
لقد وعد الملك شعبه، فما كان منه إلا الوفاء بما عاهد الله عليه، كما هي صفات المؤمن، الصدق والوفاء بالعهد. وما ذلك إلا لأنه اتخذ كتاب الله وسنة نبيه منهاجاً وطريقاً، ولنقاء قلبه وصفائه مما جعله محباً لشعبه محبوباً منه، فكان للمملكة الاستقرار والأمن والأمان والعلم والصحة ورغد العيش.
حفظ الله قائد المسيرة وولي عهده الأمين ونائبه الثاني... وكل عام وبلدنا الغالي بأفضل حال وأتم منعة ورخاء.