|
إعداد - عوض مانع القحطاني:
حظيت قواتنا المسلّحة بالاهتمام من قِبل خادم الحرمين الشريفين منذ تولِّيه قيادة هذه البلاد يعاونه على ذلك عضده سمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبد العزيز وسمو وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز، حيث أعطى مليكنا قواتنا المسلحة من الدعم والمتابعة ما يجعلها بحول الله قادرة على الدفاع والذّود عن هذا الوطن، من هنا جاء حرص الملك عبد الله على أن تكون هذه القوات عالية الجاهزية من خلال بناء الإنسان فيها.. ومن أولويات هذه القيادة التركيز على التأهيل والتدريب واستقطاب أحدث التقنيات العالمية، وهو ما عمل على تحقيقه سمو وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز منذ تولِّيه وزارة الدفاع، مكملاً مسيرة فقيد الوطن الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي كان العين الساهرة في بناء قواتنا المسلحة. حيث يتمتع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بالعديد من القدرات الإدارية والسياسية والعسكرية، واكتسب العديد من الصفات التي جعلته رجل دولة من الطراز الأول، لما يتمتع به سموه من بُعد نظر في كل القضايا الداخلية والخارجية، فسموه عايش ملوك هذه البلاد وساهم في البناء والتطوُّر الذي تعيشه المملكة في كافة المجالات، من خلال فكر تميّز بالشمولية.
وللحديث عن شخصية الأمير سلمان وما قام به فإنّ الأمر يطول، ولا نستطيع الإلمام به، إلا أننا في هذا التقرير سنستعرض جانباً مهماً لسموه من خلال تولِّيه وزارة الدفاع، باعتبارها الحصن الحصين بعد الله عزّ وجلّ لحماية الدين والوطن.
مكمِّل لمسيرة الأمير سلطان - رحمه الله -
وعندما تولّى سموه وزارة الدفاع، قال:
أنا اليوم أقود هذه الوزارة التي لن أجد فيها صعوبة.. لأنها كانت في يد أخ بناها من الصفر، حتى أصبحت اليوم قوة رادعة بما تمتلكه من الرجال الأوفياء.. ومن الأسلحة المتطوّرة التي يعمل عليها شباب الوطن، فالأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - ترك هذه الوزارة وهي في أوج عزِّها... وما أنا إلاّ مكمِّل لما قام به سموه.. ولاستكمال ما كان يطمح إليه سموه لبناء قواتنا المسلحة في شتى المجالات.
سموه يجتمع مع القادة
انطلق سموه في بداية تولِّيه مسؤولية وزارة الدفاع، باجتماع مع كبار القادة العسكريين في الوزارة واستمع منهم إلى آرائهم قبل أن يعمل.. وقال لهم سموه لست بعيداً عنكم ولن أستغنى عن مشورتكم وأفكاركم بما يطوِّر قواتنا المسلحة السعودية، وإنّ هذه البلاد زاخرة برجالها الذين هم أنتم، وأنتم قادرون على تحمُّل المسؤولية الملقاة على عواتقهم للوصول بقواتنا إلى أعلى القمم.. وأحب أن أقول لكم إنّ أسلوبي في العمل هو الصراحة والمكاشفة، وإذا اتخذت قراراً أو رأياً معيّناً وعند أحدكم ما يخالفه بموجب الأنظمة أو التعليمات أو المصلحة العامة، فأنا أطلب من كلِّ مسؤول منكم أن لا يتأخر أحد إطلاقاً فيما يلفت نظري وهذا ما أريده منكم.. وفي هذه العبارات والكلمات ما يؤكد نجاح العمل وما يتمتع به سموه من خبرات قيادية ناجحة.
زيارات سموه للمناطق العسكرية
وبعد تولِّيه منصب وزير الدفاع، قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بجولة تفقدية على العديد من المناطق العسكرية، حيث تفقّد هذه القطاعات واستعرض مع قادة هذه المناطق تطوير قواتنا المسلحة، وأكد سموه أنّ قواتنا المسلحة معنيّة بالدفاع عن الوطن وبالسلامة الوطنية الداخلية، وقد أبدى سموه إعجابه بما شهده وما استمع إليه من شرح وافٍ عن قدرة وجاهزية قواتنا المسلحة، ناقلاً لهم تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله -.
التمارين والمناورات المشتركة
وفي إطار إستراتيجية وزارة الدفاع، حرصت على أن يكون لقواتنا المسلحة تعاون مشترك مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، من خلال تمارين حيّة تقوم بها القوات السعودية، فهناك تمارين جوية تقوم بها قواتنا الجوية تحت مسمَّى العلم الأحمر والعلم الأخضر تجرى مع الدول الصديقة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا.. وهناك تمارين ميدانية لقواتنا البرية مع جمهورية باكستان وهناك تمرين الصمام في المناطق الجبلية، بالإضافة إلى العديد من التمارين للقوات البرية، وهذه التمارين أكسبت قواتنا السعودية خبرة وجاهزية قتالية عالية، كما نالت هذه المشاركات إعجاب الدول التي تجرى فيها هذه المناورات، باعتبار أنّ هذه الدول لا يشترك معها في مثل هذه المناورات إلاّ الدول المتقدمة عسكرياً.
كما تحظى هذه المناورات وهذه التمارين بالمتابعة والإشراف من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع.
زيارة بريطانيا
وفي إطار التعاون الدولي وتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة، قام سموه بزيارة إلى بريطانيا، حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني ووزير الدفاع البريطاني، وتم خلال الاجتماع بحث مختلف أوجه التعاون بين المملكة وبريطانيا، والسُّبل الكفيلة بتعزيز تلك العلاقات الوطيدة، انطلاقاً من مسيرة التعاون والصداقة بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة.
وقال سموه إنّ علاقات الصداقة بين البلدين تاريخية، وقد شهدت تقدماً كبيراً منذ الزيارة الرسمية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وما تلتها من زيارات للمسؤولين السعوديين، وهذه الزيارة جاءت امتداداً لمسيرة التعاون بين البلدين، وبما يخدم السِّلم والأمن والاستقرار في المنطقة، موضحاً سموه بأنّ علاقات البلدين علاقات قوية. كما بحث سموه مع عدد من المسؤولين مجالات التعاون.
زيارة أمريكا
كما قام سموه بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من معالي وزير الدفاع الأمريكي، مؤكداً بأنّ زيارته لأمريكا هي لتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، وفي إطار الحرص الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لتوطيد العلاقات مع الدول الصديقة. وقد استعرض سموه مع وزير الدفاع الأمريكي العلاقات الثنائية، وبحث معه التطورات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى لقاءات سموه مع عدد من الشخصيات المهمة في أمريكا.
كما التقى سموه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، وبحث معه الموضوعات الثنائية والإقليمية، ناقلاً له تحيات خادم الحرمين الشريفين، حيث كانت هذه الزيارة بنّاءة ومثمرة للبلدين.
لقاء سموه مع وزير الدفاع الفرنسي
وفي مستهل تولِّي سموه مسؤولية وزارة الدفاع، التقى سموه مع وزير الدفاع الفرنسي السيد جيرار لونغيه، وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقد عقد سموه جلسة مباحثات رسمية بحضور وفديْ البلدين، وألقى سموه كلمة أكد فيها أنّ الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تؤكد عمق العلاقات الثنائية بين بلدينا منذ عام 1926م، وتتسم بوشائج قوية تقوم على مبدأ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، كما أننا نقدّر عالياً تطابق وجهات النظر السعودية والفرنسية تجاه العديد من القضايا التي تدعمها الاتصالات التي تجرى باستمرار عبر القنوات الدبلوماسية بشأن كافة قضايا المنطقة، مشيراً سموه إلى أنّ هذا اللقاء يأتي لدعم العلاقات الثنائية عامة وعلاقات الشراكة القائمة بين وزارتيْ الدفاع السعودية والفرنسية بوجه خاص. وقد أكد وزير الدفاع الفرنسي أنّ زيارته للمملكة العربية السعودية ولقاءه بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز كانت مثمزة وايجابية، مؤكداً أهمية العلاقات والتعاون بين البلدين.
ونوّه إلى ما تحظى به المملكة من أمن واستقرار، مما جعلها تضطلع بدور حيوي، رغم ما يشهده العالم من توترات، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز شراكتها مع المملكة في مختلف المجالات، ودعمها لاستقرار الأمن والسلام في العالم.