![]() |
الجزيرة - محمد العيدروس - عبد الرحمن المصيبيح:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، نائب وزير الداخلية، أن كل دولة لديها مطلق الحرية في سَنّ الأنظمة وتطبيقات التشريعات والقوانين التي تراها مناسبة.
وشدَّد سموه في تصريحات إلى (الجزيرة) عقب رعايته الاحتفال الختامي لمعهد العاصمة النموذجي على أن نظام الكفيل في المملكة يقوم على مبدأ العدل والمساواة وحفظ الحقوق للطرفين (العامل وصاحب العمل).
وقال سموه: إن المملكة العربية السعودية تكفل حقوق جميع العاملين على أراضيها وفق ما تمليه الشريعة الإسلامية السمحاء، كما تكفل لهم الحياة الكريمة.
وتطرَّق سموه إلى ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال: هذه منابر عظيمة لجميع أبناء المملكة. منوهاً في هذا الصدد بالإنجازات الكبرى التي حققها - أيده الله - لوطنه ومواطنيه على جميع الأصعدة.
وحول تحويل بعض المراكز إلى محافظات أكد سموه أن المقام السامي وافق على تحويل بعض منها بالنظر إلى ما تقوم به من خدمات للمواطنين، واتساع خدماتها، كما تمت ترقية رؤساء المراكز إلى محافظين.
وعن تقييم سموه لعمل المرأة في العمل الأمني أكد سموه أن المرأة السعودية حظيت بتقدير عال من خادم الحرمين الشريفين في جميع المجالات «ونتطلع إلى أن تقوم بالأدوار المناطة بها لخدمة دينها ومليكها ووطنها».
وفيما يأتي حديث سمو الأمير أحمد:
* سمو الأمير، صادف أمس ذكرى البيعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم، كيف تقيِّمون مسيرة الإنجازات التي تحققت؟
- هذا حدث كبير ومناسبة عظيمة لأبناء المملكة العربية السعودية.
وما حدث خلال السنوات التي تولى فيها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مقاليد الحكم نهضة كبيرة وتطور شامل في جميع المجالات والنواحي، خاصة في حقل التعليم؛ حيث أولى - أيده الله - التعليم العام والجامعي أهمية قصوى؛ إذ بذل خادم الحرمين قصارى جهده وعصارة تفكيره في بناء الإنسان السعودي وتحقيق الرفاهية والازدهار والأمن له، ولم يترك - أيده الله ورعاه - مجالاً يشعر بأنه به خير ونماء ومصلحة لهذا المواطن إلا وأنجزه وقدَّمه بكل سخاء.
خادم الحرمين الشريفين وضع نصب عينيه دائماً أن تكون راية الدين والتوحيد عالية خفاقة؛ فنشر سماحة الدين الإسلامي واعتداله ووسطيته في كل مكان، وبذل كل جهد لنصرة أبناء الإسلام والمسلمين.
* سمو الأمير، هل من رسالة توجهونها إلى شباب المملكة؟
- الأهم في تصوري هو الثبات على الحق والعقيدة، والاهتمام بمبادئها، كما قال الشاعر (إنما الحياة عقيدة وجهاد). وطالما أن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعمة الإسلام فيجب أن نكون دائماً محافظين على عقيدتنا ورسالتنا النبوية؛ فنحن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نقتدي به، ويكون خير قدوة لنا في حياتنا.
هذا هو المطلوب من الشباب، وأن يبذلوا جهداً كبيراً لرد الجميل والوفاء لآبائهم ووطنهم وأمتهم بخير الأعمال في شتى المجالات.
وأنا كلي ثقة بذلك بهم.
* سمو الأمير، هل في النية تطوير معهد الإدارة بعد مرور 70 عاماً على إنشائه، كإقامة أوقاف أو استثمارات أو ما شابه ذلك؟
- سمو وزير التربية والتعليم أطلعنا على الكثير من الأفكار التطويرية والمشروعات التي يمكن أن تنهض بمعهد العاصمة النموذجي؛ ليكون رمزاً ونموذجاً لبقية المعاهد الجديدة.
وسمو وزير التربية أحد طلاب هذا المعهد، ونأمل بأن يكون لهذا المعهد المكانة المناسبة واللائقة به في القريب العاجل.
* سمو الأمير، تم مؤخراً ترقية العديد من المراكز لمحافظات وكذلك محافظوها؟ ما رسالتكم في ذلك؟
- ما حدث نموذج للتطوير والتحديث الذي تشهده المملكة في جميع المجالات.
وترقية هذه المراكز إلى محافظات تم بعد أن تبين أنها تتطور وتكبر، وتتعدد خدماتها للمواطنين، كما تمت ترقية القائمين عليها أيضاً.
ونحن نتطلع إلى أن تحقق تلك المراكز الأهداف المنشودة منها.
* كيف تنظرون - سمو الأمير - إلى مسيرة (المرأة السعودية) في الأعمال الأمنية لوزارة الداخلية؟
- المرأة السعودية حظيت بتكريم وتقدير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وعلى صعيد أعمال الوزارة الأمنية فنحن نعتقد أنها قد قامت بجهود جيدة وملموسة، خاصة في تلك القضايا والأعمال التي ترتبط بخصوصية النساء وقضاياهن.
ونتطلع في المستقبل القريب تنويع المجالات التي من الممكن أن تقدِّم فيها المرأة السعودية ما يحقق النصرة لدينها ووطنها ومجتمعها.
* سمو الأمير، هناك دولة خليجية مجاورة أعلنت عزمها إلغاء نظام الكفيل، وهناك حملات إعلامية ضد المملكة في بعض القنوات حول ذلك.
- لكل دولة الحق والحرية في اتخاذ ما تراه من إجراءات وقوانين تنظيمية، و أن تسن تشريعاتها. والمملكة - بحمد الله - تطبِّق الشريعة الإسلامية في جميع تعاملاتها، وتحفظ حقوق جميع الإخوة العاملين في أراضيها، وتكفل لهم العيش الكريم.
ونظام الكفيل هو إطار قانوني ينظم العلاقة بين صاحب العمل ومن يعمل لديه بهدف حفظ الحقوق للطرفين.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة جمعية خريجي معهد العاصمة النموذجي قد رعى الحفل الختامي ومسيرة الخريجين للمعهد لعام 1432-1433هـ الذي أقيم في مقر المعهد بالرياض مساء أمس الأول.
وبدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم بدأت مسيرة الخريجين.
بعدها ألقى الطالب معاذ بن فهد الباهلي كلمة الخريجين، رحب فيها بسمو الأمير أحمد بن عبد العزيز، مبينًا أنّ رعاية سموه لهذا الحفل يُجسِّد الرعاية الكريمة التي يحظى بها العلم وطلابه في هذا الوطن من القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، وحث زملاءه الخريجين على تحمل المسؤولية، وأن يكونوا أفراداً صالحين في المجتمع، شاكرًا في ختام كلمته سمو راعي الحفل والآباء والمعلمين وكل من شاركهم الفرحة.
عقب ذلك ألقيت قصيدة وطنية بعنوان «إلى حبيبتي» نالت استحسان الحضور, ثم شاهد سمو نائب وزير الداخلية والحضور عرضاً مرئياً لمنجزات المعهد.
بعدها ألقى مدير عام معهد العاصمة النموذجي الدكتور إبراهيم بن محمد القريشي كلمة رحب فيها بسمو الأمير أحمد بن عبد العزيز، وقال « إنّ حضور سموه ما هو إلاّ جزء تعوّدنا عليه في كل عام يحظى به الطلاب مع من كان وراء إنجازات هذا الصرح.
وأشار إلى أنّ المعهد يسير بخطوات جيدة بعد إتمام الجزء الخامس من الخطة التي تبنّاها مجلس إدارة جمعية الخريجين برئاسة سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز.
وأوضح الدكتور القريشي أنّ المعهد دفع بثلة من الأبناء للمشاركة في خدمة الوطن، وأن المعهد نظم العديد من ورش العمل والندوات والمحاضرات، مشيرًا إلى أنّ جميع الطلاب حصلوا على تقديرات متقدمة في التحصيل العلمي.
عقب ذلك ألقيت قصيدة شعرية بعنوان «هذا عرينك».
وفي نهاية الحفل كرّم سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز الطلاب الخريجين للعام الدراسي الحالي والطلاب المتفوقين في الأنشطة الطلابية ومديري الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والموظفين المتميزين.
