|
تأتي ذكرى البيعة كل عام بحلة جديدة لافتة النظر إلى أننا بخير ولله الحمد تأتي هذه البيعة بثمارها أمناً ورخاءً ومحبةً بين أبناء هذا الوطن الغالي.. تأتي لتشد وثاق التلاحم بين القيادة والشعب لتتسم بمسؤولية البناء والنماء مع ثباتها على القواعد الصلبة التي أرساها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله وأيَّده بتوفيقه - وتسير من إنجاز ليس على المستوى المحلي فحسب, بل على المستويات العربية والإسلامية والدولية.
فعلى صعيد التنمية الاجتماعية التي تمثّل الجزء الأهم من التنمية الشاملة فقد بلغت المملكة العربية السعودية في هذا العهد الميمون شأناً كبيراً نعم فيه المواطن بقدر كبير من الرخاء والرفاهية والاستقرار في مسيرة الخير والعطاء فكان أن تضاعفت المؤسسات الاجتماعية التي تقدّم الرعاية على اختلاف أنواعها والخدمة والبرامج اللازمة لكل الفئات المحتاجة, عن طريق افتتاح المزيد من مراكز التنمية الاجتماعية وتكوين لجان تنمية اجتماعية أهلية جديدة ودعم الأنشطة الشبابية وأنشطة رعاية الطفولة والأمومة والأنشطة الثقافية والتعليمية الاجتماعية الأهلية وبرامج التنمية الأسرية والإرشاد الأسري للنساء وربات البيوت بهدف تكوين وعي اجتماعي سليم نحو رسالة الأسرة ومهامها في تنشئة أجيال صالحة قادرة على البناء ووضع البرامج العلمية الكفيلة برعاية الأمومة والطفولة, وقد وصل عدد مراكز التنمية الاجتماعية لعام 1433هـ إلى 33 مركزاً يعمل معها وتحت إشرافها أكثر من 377 لجنة تنمية اجتماعية أهلية, كما أولت الوكالة عناية واهتماماً بالجمعيات والمؤسسات الخيرية إيماناً بأن النشاط الخيري والتطوعي يمثِّل جانباً مهماً من جوانب النشاط الاقتصادي الوطني وعنصراً أساسياً في برامج تنمية المجتمعات المحلية, حيث وصل عدد الجمعيات الخيرية لعام 1433هـ 621 جمعية, و89 مؤسسة خاصة تقوم الوزارة بالإشراف عليها ودعمها بالنواحي المالية والإدارية والفنية وتقديم الدعم والمشورة الفنية لها، ويبلغ مقدار الإعانة المخصصة للجمعيات من قبل الوزارة أكثر من أربع مائه وخمسين مليون ريال، وتقوم الجمعيات بمساعدة المحتاجين من خدماتها بمبالغ تتجاوز مليار وستمائة مليون ريال سنوياً, كذلك تقوم الوزارة بتوجيه دعم الجمعيات الخيرية لتدريب وتأهيل المستفيدين من الجمعيات حتى يكونوا أفراداً عاملين, وقد تم عقد الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية في المنطقة الشرقية.
كما وصل عدد الجمعيات التعاونية لهذا العام 1433هـ المسجّلة رسمياً لدى الوزارة 170 جمعية تعاونية, وهناك إقبال على تأسيس المزيد من التعاونيات بكافة أشكالها، وقد سهّل النظام الجديد الصادر عام 1429هـ، آلية تأسيسها, وتم تكوين مجلس للجمعيات التعاونية أخذ على عاتقه المساهمة في تعزيز الحركة التعاونية في المملكة, وقد سعت الوزارة لتفعيل قرار مجلس الوزراء رقم 162 وتاريخ 19-6-1426هـ، بشأن دعم الجمعيات التعاونية للقيام بمهماتها وتفعيل دورها، كما تم عقد الملتقى الثالث للجمعيات التعاونية في المدينة المنورة وأقيم حتى الآن 48 لقاء توعوياً بمختلف مناطق المملكة.
إننا في هذا الوطن ونحن نحتفل بهذه الذكرى نجد أنفسنا أمام أمانة تحتم علينا اقتطاع برهة من الزمن لاستيعاب وتأمل ما نحن فيه من واقع لم يكن ليتحقق إلا بتمسكنا بعقيدتنا الإسلامية العظيمة, ثم الدعم المستمر والتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين, وولي عهده الأمين - حفظهما الله - ومتابعة من معالي وزير الشؤون الاجتماعية لكل منجز من منجزات هذه الوزارة ولا أغفل الجهود المميزة للزملاء العاملين والعاملات في وكالة التنمية الاجتماعية, وأسأل الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين عن شعبة خير الجزاء على ما قدّم ويقدّم من كل ما من شأنه تحقيق الرخاء للمواطن والمقيم والمسلمين عموماً, وأن يديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان.
عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق - وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية