يأتي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز امتداداً للعهود الزاهرة التي عاشتها المملكة العربية السعودية منذ التأسيس على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله- ومن جاء بعده في ملك البلاد من أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله جميعاً- الذين تركوا بصمات مميزة في مجال التنمية الشاملة في مختلف أنحاء المملكة فصاغوا نهضتها الحضارية ووازنوا بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية.
وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى السابعة على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز و المملكة تحتل مكانةً مرموقة بين دول العالم وتحظى بتأثير وثقل سياسي واقتصادي هام جداً وذلك دليل على التميز السياسي وحنكة الملك عبد الله ورؤيته الثاقبة البعيدة التي تستشرف منها المملكة بوصلة الاتجاه الصحيح في خطواتها التنموية وقراراتها ومواقفها الدولية.
فعلى الصعيد السياسي نعيش أجواء مبادرة الملك تجاه تحول دول الخليج في علاقتها من التعاون إلى الاتحاد مما يحقق مكاسب مهمة وإستراتيجية في أبعادها السياسية والاقتصادية والعسكرية فيحقق لدول الخليج الست مكانة أقوى في التفاوض مع العالم في ظل الظروف المتغيِّرة والتي جعلت دول الخليج في قلب الحدث وفي دائرة من الضغوط المختلفة، كما أن هذا الاتحاد سيحقق مكاسب أكبر تحسب لكل الخليجين بدلاً من الإنجاز الفردي كل دولة على حده.
وعلى الصعيد الصحي كانت جميع مناطق المملكة ضمن اهتمام الملك عبد الله حتى تشملها الرعاية الصحية المميزة لكل مواطن وقد انعكس دعم الملك وهذه الرغبة من خلال تخصيص 43.038.582 ألف مليون ريال لدعم مشاريع صحية مختلفة في جميع مناطق المملكة، اشتملت على 188 مشروعاً صحياً منها 95 مستشفى تخصصي، عام، ولادة وأطفال، صحة نفسية، بالإضافة إلى إنشاء 21 برجاً طبياً وكذلك إعادة البنية التحتية لـ44 مشروعاً وإنشاء 11 مركز للأسنان و13 مختبراً طبياً وبنك دم و4 مراكز للسكر. وعلى الصعيد التعليمي فقد منح الملك عبد الله اهتماماً خاصاً كون التنمية تولد من رحم التعلم وبفضل هذه العناية قفزت جامعاتنا من ثماني جامعات إلى نحو 32 جامعة حكومية وخاصة كما شمل التأهيل التربوي 89 محافظة في مختلف مراحل التعليم وفي الوقت نفسه تم ابتعاث نحو 130 ألف طالب، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ومعه تم إطلاق: مشروع خادم الحرمين لتطوير التعليم العالي، مشروع خادم الحرمين لتطوير القضاء، مشروع الخدمات الإلكترونية، وغيرها من مشاريع حملت في طياتها البعدين البشري والفني.
وفي الختام نفخر نحن أبناء وشعب المملكة العربية السعودية بما وصلنا إليه من تعاضد ولُحمة بين القيادة والشعب هذا التعاضد الذي كان مثار إعجاب الجميع وهو ما نعده صمام أمان لهذا البلد وسبيل الحفاظ على منجزاته.. رافعين أكف الدعاء لله أن يمتع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بالصحة والعافية وسنده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز مجدّدين فيها وفاءنا للقيادة الصادقة المخلصة لخدمة الدين والوطن وأن يحفظ أمنها ورخاءها بإذن الله.
الأمين العام لمجلس الضمان الصحي التعاوني