بصراحة جاء تأهل النصر ووصوله إلى نهائي كأس خادم الحرمين للأبطال وملاقاة نادي الأهلي ليعيدنا جميعا إلى ما يقارب 40 عاماً عندما التقى الفريقان على كأس الملك وانتهت بهدفين لصالح النصر، حيث أحرز اللاعب سعد السدحان أروع الأهداف وأجملها في مرمى اللاعب العملاق آنذاك أحمد عيد والذي يتولى اليوم إدارة اتحاد كرة القدم المؤقت.
لا شك أن عودة النصر إلى المنصات والوصول إلى النهائيات يعتبر رجعة للرياضة السعودية ولكرة القدم بالذات فالنصر هو رئة الكرة السعودية حتى ولو غاب فقد تختفي الإثارة والمتعة؛ لما لهذا الكيان من مكانة جماهيرية وإعلامية سطرها خلال سنوات وسنوات أنجز من خلالها بطولات حتى وصل إلى العالمية كأول فريق آسيوي يصل إلى ذلك، واليوم يلتقي بالأهلي أمام والد الجميع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في مباراة نتفق جميعاً أنه لا خاسر فيها؛ فالسلام على الوالد القائد هو الإنجاز الحقيقي، ولكن للتاريخ ومن صالح الرياضة لدينا ولإعادة أمجاد الفارس الجريح أرى أن حصول النصر عليها سيكون أكثر إيجابية؛ فالأهلي هو آخر من حصل على هذه البطولة الموسم الماضي وفي نفس الملعب ووصيف الدوري لهذا الموسم ومتأهل لدوري الـ16 من أبطال آسيا فقد تجاوز الأهلي جميع الإحباطات السابقة، وعاد فارسا كما كان وأصبح يقدم مستويات رائعة ومشرفة للكرة السعودية والعربية بصفة عامة.
ومن هذا المنطلق، أرى أن النصر في أمسّ الحاجة إلى تحقيق هذه البطولة لتكون البداية الحقيقية لانطلاقه: كيف لا وهو سيستلم الكأس من يد مولاي خادم الحرمين الشريفين، والذي وإن تحققت فستعتبر عودة للفارس الذي طال ابتعاده وخفت أنواره لسنوات طويلة أتمنى أن يكسر جميع الإخفاقات السابقة بحصوله هذا المساء على أغلى الكؤوس من أغلى الناس والد الجميع عبدالله بن عبدالعزيز.
آسيا تناديكم.. فهل من مجيب؟
جاء تأهل الفرق السعودية جميعها عن جدارة واستحقاق ليؤكد كعبنا عالياً على مستوى الأندية، ومن أمام جميع الأندية في غرب القارة، وقد جاء تصدر الهلال والاتحاد ووصافة الأهلي لتؤكد من جديد بأن لدينا العنصر واللاعب المميز والموهبة التي اعتقدنا انها تلاشت، ويؤكد كذلك بأن ما نفقده فقط هو الفكر والعمل الإداري المنظم الذي متى ما وجد مع ما تعيشه بلادنا الحبيبة من طفرة غير عادية، فالتطور في جميع المجالات فإننا سوف نكون في أفضل الحالات مؤهلين لننافس في جميع المناسبات، وعلى جميع البطولات متى ما توفرت المقومات سابقة الذكر، والتي تعتبر الركيزة الأساسية لنجاح أي عمل.
لقد اثبتت التصفيات الأولية لأبطال آسيا تميز الحضور الجماهيري في الملاعب السعودية وأنه سيكون الورقة الرابحة للأندية السعودية في التصنيف القادم لدى الاتحاد الآسيوي، فقد أثبت الجمهور السعودي والجمهور الإيراني انهما الوحيدان الذن تميزوا ولفتوا الانتباه. ما عدا هؤلاء فقد يكون علامة استفهام لو ان الاتحاد الآسيوي اعتبر هذا المعيار مربحا لأي دولة من دول غرب القارة.
على العموم، أقدم تهنئتي الخالصة للهلال والاتحاد والأهلي على تأهلهم للمرحلة القادمة، ورغم أن الأهلي قد فرط في صدارة مجموعته إلا أنه قادر على تجاوز فريق الجزيرة الإماراتي والذي يعتبر من أفضل الفرق حاليا على مستوى القارة، وهو بطل كأس رئيس الدولة في دولة الإمارات الشقيقة ولكن أبناء القلعة يستطيعون تجاوزهم حتى وهم يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم، متى ما كان أبناء الراقي في يومهم.
نقاط للتأمل
- يعتبرهذا المساء من الأيام الرياضية المميزة بحضور والد الجميع خادم الحرمين الشريفين -أمد الله في عمره- وهو تكريم لجميع الرياضيين من لاعبين وإعلاميين وجميع من ينتسب لرياضة الوطن.
- أتمنى أن ترتقي مباراة هذا المساء إلى أعلى المستويات فنياً ومعنوياً، وأن يكون منسوبو الفريقين على مستوى عال من الأداء الفني والخلقي؛ فالكل متواجد في حضرة مليكنا المفدى.
- من وجهة نظري الشخصية أنه بإمكان الفريق النصراوي الحصول على البطولة الغالية متى ما تعامل مدربها بواقعية واحترم الفوارق الفنية التي تسجل لأبناء القلعة، وعلى أرضهم وبين جماهيرهم.
- فريق الأهلي والحاصل على البطولة في آخر نسختها سيكون اقل ضغطاً فقد تكون معنويات لاعبيه أفضل وأهدأ، وكذلك خبرة لاعبيه التي تتفوق على خبرة لاعبي النصر، والذي يعتبر غالبيتهم من الشباب باستثناء حسين عبدالغني.
- أتمنى أن يواكب لقاء هذا المساء مستوى تحكيمي يليق بهذه المناسبة بعد المستويات السيئة التي شهدها لقاءات ما قبل النهائي.
- كل الرياضيين في هذه البلاد يتمنون ان يكون هذا اللقاء النهائي هو آخر لقاء يقام في هذا الملعب والذي لا يتناسب امكانياته مع اللقاءات الكبيرة والبطولات المميزة؛ فالحضور الجماهيري يتفوق كثيراً عن امكانيات واستيعاب هذا الملعب.
- هل تعود الأيام والزمان إلى اكثر من 3 عقود عندما انتصر النصر على الأهلي بحضور الملك فيصل رحمه الله بهدفين للا شيء.. كان سعد السدحان أحد نجوم هذا اللقاء.
- أبارك مجدداً لجميع الفرق السعودية المتأهلة لدوري الـ16 من ابطال آسيا والتي يجب ان تكون اكثر جدية في التعامل في المرحلة القادمة والمسؤولية ملقاة على الجماهير السعودية بصفة عامة لتكون حاضرة ومؤازرة؛ فهذه الأندية تمثل المملكة ولا تمثل نفسها، ومن هذا المنطلق يجب ان نكون جميعاً يدا واحدة مع هذه الفرق السعودية.
- إذا صحت الأخبار بأن الهلال يفكرون في استقدام المدرب الفرنسي متسو فإن الإدارة الهلالية قد تسجل فشلاً ذريعا غير مسبوق بعد أن كان متميز في استقطاب المدربين الذين يصنعون الفرق ويعملون على صياغة نجوم الزعيم.
- ختاماً .. أذكّر الجميع واذكّر نفسي بأننا جميعاً ما نحن إلا ضيوف على الدنيا وما على الضيوف الا الرحيل.. أسأل الله ان يحسن خاتمتنا جميعاً.
ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.