المواطن ليس معنياً بالتصريحات التي تطلقها وزارة المياه والكهرباء أو الشركة الوطنية للمياه حول أسباب انقطاع الماء عن بعض أحياء العاصمة! هذه المرة كان العذر الصيانة الطارئة في محطات الجبيل!! في العام الماضي كانت التبرير
أن ماسورة رئيسة انكسرت فتوقف تدفق الماء! وهو عذر تكرر كثيراً مما يعني أن هناك إهمالاً وعدم اهتمام، وإذا كانت الشبكة قد تجاوزت عمرها الافتراضي، و(مهترئة) كما يقول خبير المياه الدكتور محمد حبيب بخاري! فمعنى ذلك أن مسلسل تكسر وانفجار (المواسير) سيكون مسلسلاً مكسيكياً! الواقع المأساوي الذي عانت منه عدد من أحياء الرياض وما تزال، يشير إلى أن ليست الشبكة فقط مهترئة، بل حتى طريقة التعامل وإدارة الأزمات لدى وزارة المياه والشركة الوطنية للمياه! فانقطاع الماء عن عدة أحياء في العاصمة أمر يتكرر في كل عام، وهي أزمة لا يفيد معها هذا الأسلوب التقليدي بإسعاف الناس بصهاريج تصلهم بعد يومين أو أكثر من العطش والمعاناة! ولا أن تقدمهم الوزارة والشركة الوطنية للمياه في كل عام (صيداً) سهلاً لأصحاب السوق السوداء الذين ينتظرون مواسم العطش ومصائب قوم عند قوم فوائد! لا أحد مستفيد من هذه الأزمات إلا (متعهدي) الماء الذين يدفعون الرسوم لوزارة المياه مقابل كل (شيب) تمنحهم رخصته! طوابير من البشر تتراص في انتظار (وايت) ماء (يبل) مواسير البيوت الجافة! هذا المشهد السنوي لا يحدث في مدن تقع في صحاري إفريقيا! بل يحدث في بلد تتولى أمر الماء فيه وزارة ميزانيتها لن تعجز عن توفير الماء للناس بكل راحة ويسر! ولكنه عجز القادرين على التمام! ولأنه لا حساب للمقصر، فمالذي يدفع الوزارة او الشركة للمبادرة لعلاج القصور الذي يقع ضرره مباشرة على المواطن!! كل الإمكانيات متوفوة لوزارة الماء لتريحه بدل أن (تبهذله) ليجد مسكنه دون ماء ولتضطره في أن يقف في طوابير الانتظار، تاركاً التزاماته الخاصة وليتحول إلى (معقب) يعالج تقصير الوزارة والشركة. هذه مهمة جديدة تضاف إلى جدول المواطن المثقل بالأعباء اليومية!
الوزارة والشركة تبادران إلى (تغريم) من يتسرب الماء من بيته، فمن يعطي قسيمة مخالفة لهما عندما ينقطع الماء عن المنازل عاماً بعد عام! المواطن ليس سبباً في انقطاع الماء حتى يخسر من ماله ووقته ويعاني وتعاني أسرته معه، السبب هو بالتأكيد تقصير جلي وواضح من وزارة المياه لا تنفع معه الأعذار ولا التبريرات. إن وزارة الماء التي أنفقت الملايين لتوعيتنا إلى كيفية الحفاظ على ترشيد تدفق الماء من (السيفون)! عليها أولاً أن تقوم بواجبها في ايصال الماء بيسر وسهولة! وتكرار العطش لأحياء في مدينة الرياض يعني أن الوزارة والشركة لديهما قصور واضح في القدرة على توفير الماء.
alhoshanei@hotmail.com