عبدالله بن عبدالعزيز.. مَلَك القلوب فملكته المشاعر..
عبدالله بن عبدالعزيز.. صنع التاريخ فانحني التاريخ لهذا الملك الجليل..
وقوله فعل ليس كباقي القيادات التي تقول بلا فعل أو إنجاز...
عبدالله بن عبدالعزيز.. قدر واحترم الإنسان في بلاده فرفعته الأيادي فوق الرؤوس..
عبدالله بن عبدالعزيز.. عين لا تنام على المواطن.. فسكن في عيون الناس واستقر في أفئدتهم التي لا تنام..
نعم.. تمر على بلادنا ذكر البيعة السابعة، وهي ليست إلا سنوات قليلة إذا قيست بعمر الفرد أو هي دقائق وساعات إذا قيست بعمر الأمم، ولكنها سنوات إنجاز حقيقي، وعمل استثنائي وأفعال أشبه بالأحلام..
عبدالله بن عبدالعزيز هو رجل التاريخ السعودي المعاصر، وصانع المجد الوطني المعاش اليوم، وهو في قلوب الناس وداخل أفئدتهم التي تنبض بحبه الذي لا ينتهي..
هذا الرجل العظيم بكلامه، العظيم بأفعاله، العظيم بإنجازاته، والعظيم بصمته أصبح نموذجا لقيادات العالم في الحكمة والصبر والعمل والإخلاص لوطنه وأمته العربية والسعودية وللقضايا الإنسانية أينما كانت..
عبدالله بن عبدالعزيز صاحب رؤية سياسية، وبعد نظر استراتيجي، وعشق منقطع النظير لوطنه، وحب لقضايا أمته العربية والإسلامية، وهي صفات القيادة الحكيمة، وسمات للعمل الجاد المخلص، وترجمة لواقع وعلاقات مع المواطن تعد نموذجية بمقاييس مختلف الأنظمة السياسية في العالم..
عبدالله بن عبدالعزيز يمتلك التواضع الذي جعل الناس يرفعونه، ويمتلك الطيبة التي تجعل الناس يبادلونه طيبة وحبا وشغفا بشخصيته الاستثنائية.. وتواضعه وطيبته أسرت الأفئدة وامتلكت القلوب، فقلما تكون قيادات العالم بهذا التواضع وبهذا القدر من الطيبة والمراسم الطبيعية البعيدة عن التكلف والرسميات والفوقية والكبرياء..
عبدالله بن عبدالعزيز هو المواطن السعودي الأول قبل أن يكون الملك السعودي السادس.. فهو مواطن بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني ذات قيمة عالية وشرف عظيم.. فهو مواطن لأنه مثل باقي المواطنين يحس ويتألم أمام كل موقف ألم يتعرض له مواطن، ويفرح ويبتسم مثلنا كلما شاهدنا مواطنا في موقف فرح وابتسامة.. ولكنه إضافة إلى كونه مواطنا فهو قائد يصنع هذه الابتسامات على شفاه مواطن، ويوقف الحزن والألم من قلب مواطن آخر.. فهو مواطن معنا ولكنه ملك يقوم بمسئولياته الكبيرة تجاه مواطنيه وشعبه وأمته على أفضل وجه وأنبل غاية..
عبدالله بن عبدالعزيز تدمع عيناه فتدمع عيون الناس، من معه ومن شاهده، يمتلك قلب إنسان نابض بالمشاعر الإنسانية، وقلب مسئول يرتجف أمام تقصير أي شخص أيا كان هذا الشخص.. فهو يدرك مسئوليته كاملة، ويدرك أن المواطن هو أمانة في عنق كل مسئول، وكل المسئولين هم أمانة في عنق من يعلوهم من المسئولية إلى أن تصل إليه.. وهذا ما يجعله دائما محذرا كل المسئولين وفي قمتهم الوزراء من أي تقصير في خدمة المواطن.. ويضيف دائما أن المسئولية هي تكليف وتشريف، تكليف بأمانة العمل وتشريف في خدمة المواطن، “فمن نحن بدون المواطن السعودي؟”.
عبدالله بن عبدالعزيز له قصة في كل مكان وفي كل موضوع.. فله في جازان قصة وفي القصيم قصة وفي حائل قصة وفي الشرقية قصة وفي كل منطقة من مناطق المملكة قصة، كما أن لعبدالله بن عبدالعزيز في كل موضوع قصة، فله مع الفقر قصة، وله مع الحوار الوطني قصة، وحوار الحضارات قصة، ومع الشباب قصة، ومع الاقتصاد قصة، ومع التعليم قصة، ومع كل موضوع من موضوعات الحياة قصة.. وقصة عبدالله بن عبدالعزيز هي قصة إنجاز، قصة تحد، قصة عمل، قصة تأسيس.. وجميع هذه القصص هي تراكم من المشروعات والإنجازات وهي قصة من التنمية السعودية التي عشناها - فقط - خلال السبع سنوات الماضية..
عبدالله بن عبدالعزيز هو مع الطفل السعودي، فكم فرح لأطفالنا، وكم أبكاه هؤلاء الأطفال.. وهو محب للمرأة فقد أعطاها حقوقها وزرعها في مختلف مسئولات التنمية السعودية، وهو صديق الشباب فقدم لهم الكثير واستمع لهم ولاحتياجاتهم ووجه بمئات المليارات من الريالات في خدمة هذه الاحتياجات.. وهو يتابع شئونهم وهمومهم من أجل أن يلبي لهم كل احتياجاتهم الحالية والمستقبلية.. وهو مع الكبير ومع المحتاجين، فلم يبخل عليهم أبدا في قضاء حوائجهم، وتسديد مستحقاتهم من هذا الوطن..
وهو صديق كل مرفق من مرافق الحياة، التعليم العام، والتعليم العالي، والقضاء، والشباب، والدفاع، والحرس الوطني والداخلية والخارجية، والتخطيط والتنمية.. فهو موجود مع كل هذه المرافق، وهو يتابعها شخصيا، وهو يدعمها ويساندها من أجل أن تقدم خدماتها على أفضل وجه للمواطن السعودي..
وعبدالله بن عبدالعزيز خادم للحرمين الشريفين.. فمكة المكرمة والمدينة المنورة هي رمز الإسلام وهي أعز بقاع العالم وأطهرها، ومن المستوجب علي قيادة هذه البلاد أن تخدم الحرمين الشريفين، وتستثمر فيهما كل إمكانياتها من أجل تسهيل أمواج الحجيج وجموع المعتمرين القادمين إلى هذه الديار المقدسة من كل بقاع العالم.. وقد واجهت هذه الدولة تحديات الجغرافيا الصعبة وظروف المناخ المتطرفة وأزمات الاقتصاد العالمي من أجل تغير ملامح الطبيعة والجغرافيا والمناخ، وتؤسس لمعالم وأوجه جديدة في هذه الديار لم تكن في الخيال أو تصل إلى الأحلام.. فالحرمان الشريفان هما لوحات قدسية صرفت عليها الدولة دون منة مليارات الريالات سنويا من أجل راحة أبناء وبنات الأمة الإسلامية..
وأخيرا وليس آخرا، فعبدالله بن عبدالعزيز الملك السادس في تاريخ الدولة السعودية الحديثة جاء مكملا لبناء هذه الدولة القوية بإيمانها، وبقيمها، وبرجالها ونسائها.. وقد كتب الله أن ينتظم ملوك هذه الدولة في مدرسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي أفنى حياته في تأسيس هذا الكيان العظيم.. وجاء بعده ملوك سعوا إلى تأسيس كيان الدولة السعودية المعاصرة.. ونجحوا.. وجاء عبدالله بن عبدالعزيز برؤيته التي اختصرت الزمن، واختزلت المكان في مشروع تنموي هائل.. كما أن عبدالله بن عبدالعزيز استطاع أن يجمع حوله رجالا مخلصين كانوا عضده الأيمن، فسلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله، ونايف بن عبدالعزيز ومعهم سلمان بن عبدالعزيز يحفظهم الله هم الرجال الذين اعتمد عليهم بعد الله في تنفيذ رؤيته وتحقيق أحلامه التي نشاهدها اليوم على أرض الواقع..
alkarni@ksu.edu.saرئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية بجامعة الملك سعود