كلّما ذبلت الريح انتعشت بقايا الحطام..
حتى النفس لا يبقى لها غير بصيص أمنية فارة مع ومضة جناح..
تلك البراءة في نوايا الريح متّقدة..، غير أنها تؤوب للشحوب عند بزوغ المطر..
والصيف يبدو آت بحمولته، مترصّد للماء..، والظل..، ودورة الشهيق والزفير..
ما فتئت النسمة تنعتق من جلد الشتاء حتى آتاها يقين الزمهرير..!
كل ما حول المناخ هارب منه.. والفضاء الرّحب يتلمّظ أحلام الراحة..
فكرة الهجوع أناخت للحظة، ولاحت بوصلة المشي..
فالمدى يتسع لكلِّ الأفكار، والأنفاس، والمشاعر،.. .
صفحاته معدّة لاستقبال الألوان، والأشكال..
فما الذي يقسر النفوس لتزاول قلقها، وتخضع لكمين المكوث..؟
إذ كلّما ذبلت الهمّة انتشى الكسل..
حتى الوقت لا يبقى منه إلاّ القاسم كالمقصلة...!
تلك الأمنيات في مكامن الإرجاء منتظرة..، غير أنها تؤوب للذوبان عند اتقاد السهو..
والفراغ فاغر فمه بحجم السعة ، والحلم، والوفاض...
والصيف لا يتقدّم الربيع..،..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855