العديد من (وكالات الأنباء العالمية) تناقلت خبراً مفاده أنه لا يوجد مصطلح ( نقل كفالة) بحسب تصريح مسئولين بوزارة العمل السعودية، وأنّ الذي يجري هو (نقل خدمات) فقط، وهذا بالتأكيد فيه من التلطُّف مع الإخوة المقيمين بيننا (بكلِّ حب) الشيء الكثير، وهو يعكس جانباً إنسانياً لدى وزارة العمل مشكورة، ولكن يبدو أنه أصاب (الوزارة المحروسة) عينٌ أو حسد على مثل هذا التصريحات الجميلة..!.
فسرعان ما تناقلت (ذات الوكالات) أمس الأول أيضاً تصريحاً منسوباً لأحد مسئولي (الوزارة المحروسة) يفيد بأنه سيتم نشر (قائمة سوداء) لاحظ سوداء!! (يعني أسود من كحل العين) كفانا الله شر العين، هذه القائمة السوداء ليست لمهرِّبي التأشيرات، ولا للمقيمين الذين تثبت عليهم ملاحظات عمالية تستدعي عدم النُّصح بقدومهم للعمل مرة أخرى في المملكة.. لا لا القائمة السوداء تضم (السعوديين الكسالى) الذين قدمت لهم (برامج حافز) وإخوانه نطاقات وغيرها من برامج التدريب والتأهيل والتحضير عبر الإنترنت، وثبت أنهم لا يرغبون في العمل أو يتنقّلون من مكان لآخر دون أسباب مقنعة؟!.
مسّاك الله بالخير يا وزارة العمل (قائمة سوداء) خلاص ما فيه أي (لون آخر)؟! يجعل الحياة جميلة في عيون أبنائنا وفيه أمل لشباب في (عمر الورد) يحملون الدرجة الجامعية ويحلمون (بوظيفة لائقة) كما يرونها هم وليس غيرهم تناسب قدراتهم ومؤهلاتهم.. ؟!
من حقهم أن يحلموا ويطلبوا يا وزارة العمل، فالبلد فيها خير كبير ولله الحمد، و(غير السعوديين) اللهم لا حسد، يشغلون وظائف كثيرة يرى هؤلاء الشباب أنهم يستطيعون القيام بها بكلِّ جدارة، والقوائم السوداء يجب أن تذهب لرجال الأعمال الذين يرفضون توظيف الشباب السعودي بوظائف لائقة بهم، وأجور معقولة تساعدهم وتضمن لهم حياة كريمة، ويتحجّجون بأعذار واهية وغير منطقية وبشكل غير جدِّي ..!. لماذا نجعل الدنيا سوداء في عيون شبابنا يا وزارة العمل؟!.
لو كنت عاطلاً أرفض العمل (كحارس أمن) أو ( مراقب عمّال) أو (كاشير) في موقع خارج المدينة مع احترامي لكلِّ من يشغل هذه الأعمال الشريفة وأنا أحمل (شهادة جامعة) لأني أراها (غير لائقة) بالنسبة لطموحاتي الشخصية ، لرفعت (دعوى قضائية) ضد هكذا تصريح..!.
يجب على وزارة العمل مراعاة (نفسية العاطلين) في تصريحاتها كما تراعي غيرهم ..!.
ليس عيباً أن أرفض وظيفة لا تناسب (قدراتي ومؤهّلي) وليس مبرراً أنني أسكن في منطقة أو قرية أو هجرة أرعى والدي ولا يوجد لدي إنترنت أتواصل به مع حافز وبرامجه التدريبية ، وليس عيباً أن انتقل من عمل إلى آخر و(عمر الوزارة ما اقتنعت بالأسباب) فهي شخصية أو نفسية لا يحق لأحد التدخل فيها..!.
لماذا كل من سبق مهدّد بالضم (لقائمة السعوديين السوداء) ليكونوا مثل (النصابين والمحتالين) والممنوعين من السفر..؟!.
كان الله في عون كل عاطل شعر بالخجل والأسف لمثل هذه (القائمة) والتصريح، التي أعتقد أنها غير صالحة من (وجهة نظري على الأقل) لاستخدامها في قاموس أو لغة التخاطب مع الباحثين عن عمل في هذا العصر..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net