يمتلك بايرن ميونخ كل المقومات والمؤشرات التي تجعله في مقدمة الترشيحات للفوز بنهائي دوري أبطال أوروبا على حساب ضيفه الإنجليزي. وسأحاول في مقال اليوم حصر نقاط القوة التي يتفوق بها العملاق البافاري، والتي من شأنها تحويل مسار اللقب لخزائنه للمرة الخامسة في تاريخه العريق والمليء بالبطولات.
** يأتي عاملا الأرض والجمهور أبرز نقاط القوة التي من شأنها دعم الفريق لنيل الكأس الفضية المسماة بـ»ذات الأذنين»، كما تأتي قوة تكتيك المدرب الألماني الخبير يوب هاينكيز في المقدمة؛ فهو مدرب يمتلك شخصية رهيبة وأسلوباً تكتيكياً مميزاً، حصد من خلالهما لقب دوري الأبطال عندما كان مدرباً لريال مدريد الإسباني. ويمتلك هاينكيز الخبرة والتجربة في النهائي الأوروبي، وهو ما سيمنحه الأفضلية على نظيره الإيطالي روبيرتو دي ماتيو مساعد المدرب الذي تولي منصب المدير الفني بعد إقالة المدرب البرتغالي بواش.
** قد يغيب عن الأذهان ذلك الجيل الذهبي الذي قاده القيصر فرانس بيكنباور «العقل المدبر للفريق البافاري»، أسطورة الكرة الألمانية اللامعة في تاريخ اللعبة، ذلك الجيل الذي يمثل نقطة قوة حقيقية، والذي سبق له أن حقق البطولة الأوروبية ثلاث مرات متتالية أعوام 1973 و1974 و1975م، وفائز بكأس العالم مع منتخب ألمانيا 1974م، ذلك الجيل الذي تواجد بين جنبات النادي في الأيام القليلة الماضية لشحذ الهمم وإعطاء النصائح وإيضاح خفايا الأمور التي ستمنح الأفضلية للاعبي البايرن على حساب نظائرهم في تشيلسي.
- ليس الجيل الذهبي فحسب بل إن أبرز اللاعبين في تاريخ الفريق حضروا أيضاً نظراً لأهمية الحدث. الكأس الذي ترغب ألمانيا كلها في الفوز به عن طريق ممثلها دفع كلاً من الحارس الأسطوري للكرة الألمانية «أوليفر كان» وكذلك ستيفان ايفانبيرغ (قائد الفريق الفائز بلقب بطولة دوري الأبطال عام 2000م) لأن يحضرا في النادي بهدف دعمه معنوياً وذهنياً.
** هناك أيضاً شخصية الفريق البطل التي يتمتع بها بايرن ميونخ أكثر بكثير من منافسه، تلك الشخصية التي دائماً ما تتصف بها الأندية المتربعة على عرش هرم البطولات في بلدانها. تلك الشخصية التي تحدث عنها بيكنباور لنجوم فريقه قبل مواجة الريال في الدور نصف النهائي، والتي مكنتهم من مجاراة الميرنجي في البرنابيو والتأهل للنهائي الحلم.
- نقطة الاستقرار الفني والإداري إحدى أهم نقاط القوة التي يتميز بها بايرن ميونخ مع تأكد ثبات مدربه الألماني هاينكيز في منصبه أمام التقارير التي أفادت بعدم ثبات مساعد المدرب الإيطالي دي ماتيو في منصبه مديراً فنياً للبلوز؛ حيث سيتعاقد الملياردير الروسي مع مدرب خبير قادر على تثبيت أقدام تشيلسي في قمة الهرم الأوروبي، كما أن المصالحة بين النجمين فرانك ريبيري وآريين روبين مع تجديد عقد الأخير جاءت ملهمةً للفريق ومُرضيةً للأنصار وفعالةً في دعم وثبات الاستقرار الفني، بينما على الطرف الآخر لا يزال بعض النجوم يلوحون بالرحيل مع نهاية الموسم، وعلى رأسهم دروجبا، وهو ما يزعزع استقرار الفريق ويضعف ثقة اللاعبين في أنفسهم.
- ليس تقليلاً من شأن المارد الإنجليزي الذي تفوق على نفسه وفاجأ الجميع بوصوله للنهائي، لكنها معطيات كرة القدم التي يجب أن يتناولها الإعلام قبل انطلاق المواجهة المنتظرة في أنحاء المعمورة. تلك المعطيات التي منحت برشلونة وريال مدريد الأفضلية للوصول للنهائي والفوز باللقب، إلا أن كرة القدم أثبتت أنها لعبة المفاجئات التي لا تخضع لأي عوامل قوة أو ضعف، وسيكون الآرينا مساء اليوم مسرحاً للمتعة الكروية التي يأمل بمشاهدتها عشاق المستديرة في كل مكان.