أخيراً أنصفت الكرة الفريق الأفضل هذا الموسم بعد أن ختم موسمه المحلي بأغلى إنجاز كأس الملك للأبطال محافظاً عليه للموسم الثاني على التوالي.

الراقي هذا الموسم ظهر كأفضل الفرق فنياً وإبداعياً يلعب ويطرب، معيداً ذكرى أهلي تيلي سانتانا، وفي بطولة كأس الملك للأبطال قدم الفريق خلالها المستوى المقرون بالنتائج الإيجابية ومسار المباراة النهائية يؤكد الفارق الفني الكبير بينه وبين منافسه النصر بوجود رباعي أجنبي متميز صنع الفارق للأهلي أمام كل الفرق ماعدا فريق الشباب الذي يشاطره برباعي أجنبي أيضاً متميز.

العمل في الأهلي يتم من خلال خطط وإستراتيجية بعيدة كل البعد عن القرارات العشوائية، لذا شاهدنا استقرار إداري وفني للفريق هذا الموسم والأهم من ذلك الاستقرار المالي للنادي ولم يواجه أي أزمة كما هي حال بقية الأندية الأخرى التي تضررت كثيراً بكثرة إلغاء عقود مدربيها ولاعبيها الأجانب كما أن صرف المستحقات أولا بأول ومنها الرواتب ساهم في الاستقرار النفسي لدى الجهاز الفني واللاعبين.

العمل في النادي الأهلي هو عمل نموذجي يحتذى به ولا شك أن خلفه رجال تخطط وتدعم وعلى رأسهم الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله ورئيس النادي الأمير فهد بن خالد والجهاز الإداري بقيادة الخبير طارق كيال وهؤلاء شكلوا فريق عمل صنع بيئة عمل جاذبة ومنتجه وأهمها أكاديمية الأهلي لكرة القدم التي أصبحت مفخرة لكل رياضي سعودي مبروك للملكي بطولته الملكية.

معسكر سياحي

وصول فريق النصر لنهائي كأس الملك للأبطال لاشك أنه إنجاز في تلك المرحلة وأن تصل للنهائي وأنت تعيش موسماً سيئاً لاشك أنه دافع لك في أن تواصل مسيرة التصحيح وهو ما يجب أن يستمر عليه المسئولون في النصر وخاصة الشرفيين الداعمين الذين كان لهم الدور الأكبر في وصول الفريق للمباراة النهائية بعد أن تورطت الإدارة في أزمة مالية بسبب سوء إدارتها للمصروفات وخاصة فيما يتعلق بالتعاقدات مع العنصر الأجنبي.

النصر في النهائي ذهب ضحية قلة خبرة وضعف إدارييه بدءاً من رئيس النادي وإدارة كرة القدم بقيادة محمد السويلم فتحول معسكر جدة إلى معسكر مفتوح للاستقبال والتوديع والتصوير والمصالحة وغيره من الأمور التي تفقد اللاعبين تركيزهم وتُغيب الانضباطية عن المعسكر ومنها العدد الكبير الذي تواجد في المعسكر مابين إداريين ولاعبين بحثاً عن المكافآت وبالتالي وبقدرة قادر تحول المعسكر إلى رحلة سياحية كان نتيجتها فريق يفتقد الروح والتركيز في المباراة النهائية.

ما حدث في معسكر جدة يجب أن يكون درسا للجميع لكن يجب أن يعقبه قرارات تصحيحية لا تجامل أحدا من إداريين أو لاعبين هذا إن أراد النصراويون المحافظة على المكتسبات التي تحققت في بصولة كأس الملك لتكون قاعدة ينطلق منها المسئولين في النصر استعداداً للموسم القادم.

فيصل بين البقاء والرحيل

كل المؤشرات تذهب نحو استقالة رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي من رئاسة النصر خلال الأيام القادمة بعد أن قدم عملاً واكبه الكثير من الإيجابيات والسلبيات وأعضاء الشرف الداعمين وضعوه أمام ثلاثة خيارات؛ إما تأمين المبالغ المتفق عليها وتتلخص في توفيرهم مبلغ ثلاثين مليون ريال من قبلهم وعشرين مليون ريال من قبل الرئيس وهو إلى الآن لم يستطع توفيرها رغم مرور أسبوعين على الموعد المتفق عليه أو استقالته أو انسحاب أعضاء الشرف الداعمين في حال عدم تجاوبه معهم وخلال الأسبوعين القادمين ستتضح الرؤية أكثر بشأن مصير الإدارة الحالية.

نوافذ

- الأمير نواف بن فيصل يقول إن بيئة العمل والاستثمار في المجال الرياضي أصبحت طاردة بسبب الطرح غير الموزون في مختلف وسائل الإعلام أتفق معه في ذلك كثيراً ويحدث هذا لغياب المحاسبة التي جعلت الكثير من المنتسبين للإعلام والمواقع الإلكترونية يتجاوزون دون حسيب أو رقيب..!

- الرباعي النصراوي أحمد عباس وعبدالعزيز فلاته وسعود حمود وشايع شراحيلي من أسباب المظهر الذي كان عليه النصر في النهائي، ويجب أن يكون لإدارة النصر معهم وقفة حازمة.

- مع التقدير والاحترام للكابتن محمد السويلم إلا أنه أخفق كثيراً في إدارة معسكر جدة وغاب الحزم والانضباطية عنه، وذلك لقلة خبرته في هذا المجال وعدم الأخذ بالتوجيهات والتحذيرات التي وصلته الأخبار القادمة من النادي تؤكد استقالته.

- جماهير النصر تستحق العمل ودفع الأموال الكبيرة لإعادة فريقها للواجهة، وهي أمور ليست مستحيلة وتتلخص في جهاز فني أوروبي ورباعي أجنبي متميز في قلب الدفاع وصناعة اللعب والهجوم وظهير أيسر محلي.

- غداً الأهلي وبعد غد الاتحاد والهلال يخوضون ثلاث مباريات حاسمة في دور الستة عشرة في بطولة آسيا، نتمنى لهم التوفيق وأن يكون التركيز حاضرا لتخطي هذا الدور.