(( عندما قرأت تصريح مصدر مسؤول في جمعية حماية المستهلك المتعلّق باحتجاج الجمعية على هيئة الغذاء والدواء حول غلقها مصنع مياه صافيه الغدير!
استغربت وتساءلت بألم: هل هذه جمعية لحماية المستهلك أم جمعية لحماية التاجر؟
هيئة الغذاء تقول: إنّ النية تتجه لإغلاق هذا المصنع لتجاوزه الحدود القصوى المسموح بها من “مادة البرومات”، وجمعية حماية المستهلك تعترض، بل يقول المصدر المسؤول فيها: إنه ليس من حقِّ الهيئة إغلاق المصنع وأنّ لمسؤولي المصنع مقاضاة هيئة الغذاء “بتهمة التشهير، وذلك في حالة كون المصنع مطابقاً مواصفات الهيئة لمواصفات والمقاييس”.
غريب حقاً!
هيئة الغذاء تقول إنه تجاوز الحدود القصوى المسموح بها من مادة البرومات..!
والجمعية تدافع!
ألا تدري الجمعية أنّ الهيئة هي المسؤولة عن سلامة المياه بعد إنشائها وأنها لا تمنع ولا تغلق إلاّ إذا ثبتت المخالفة؟!
يبدو أنّ جمعية حماية المستهلك صارت تتدخل فيما لا يعنيها بل بما يضر بصحة المستهلك الذي تحمل اسمه، وهي التي يفترض فيها أن تعمل وتساند كل جهة تساعد على حماية المستهلك.
نحن لا نريد من جمعية حماية المستهلك حمايتنا.. نريد ألاّ تضر بنا.
=2=
المسؤولية غنم أو غرم..!??
الإحساس بالمسؤولية..!
ليس كلمات راقصة نتشدّق بها.. أو عبارات “نهندمها”..!
الإحساس بالمسؤولية أداء لها, وتفانٍ من أجلها وقبل ذلك وبعده مراقبة الله عند القيام بها.
إنّ السبيل على أولئك الذين لا يعيشون همّ المسؤولية, إذ ينظرون إليها على أنها شرف يتقلّدونه وليس أمانة يحملونها..!
وكم يضيق صدرك عندما تلتقي مسؤولاً أو مديراً أو حتى موظفاً لا يعطي لهذه “الأمانة” حقوقها في القيام بها, والتسهيل على مريدي خدمته.
وكم هم خاطئون أولئك الذين ينظرون إلى أنّ المسؤولية “غنم” عليهم أن يكسبوه ولا ينظرون إليها على أنها قد تكون “غرماً” سوف يكتوون به..!
وكم أتذكّر الآن فاطمة بنت الخليفة عبدالملك بن مروان زوجة الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز, التي تروي عن زوجها أنه, بعد ولايته للخلافة كان يقوم من الفراش متذكّراً حاجة للرعيّة, ويظل قاعداً حتى تبلل الدموع وجهه وتقول كنت أحنو عليه وأضع الغطاء على جسمه, وتمضي قائلة في ختام روايتها عنه قائلة: يا ليت أنه كان بيننا وبين الخلافة بعد المشرقين فو الله ما رأينا سروراً منذ أصبح خليفة..!
الله..!
هل بعد هذا الحديث.. أو بعد هذا الكلام كلام.
إنه الإحساس بالأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وحملها الإنسان..
ترى - بعد ذلك - ماذا يقول أولئك الموظفون الذين ينظرون إلى “المسؤولية” على أساس أنها الحصول على “المرتب” دون أدنى إحساس بتبعاتها, أو حمل همٍّ من أجل القيام بواجباتها, وقضاء حوائج المراجعين في شأنها.
لا جرم أنّ مثل هؤلاء مخطئون.. وهم ظالمون لأنفسهم قبل غيرهم.. وعندما ينزلون من “كرسيِّها” إما إلى فراغ التقاعد, أو إلى حفرة القبر سوف يندمون.. ولكن حين لا ينفع الندم..!
=3=
آخر الجداول
للشاعر: بدوي الجبل:
(ويا رب حبُب كل طفل فلا يرى
وإن لجِّ في الإعنات وجهًا مقطِّبا
وهيِّئ له في كل قلب صبابة
وفي كل لقيا مرحبا ثم مرحبا).
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi