الجزيرة - عوض مانع القحطاني:

(أينكم من زمان) صرخة أطلقتها إحدى الفتيات عندما رأت برنامج التوعية بأضرار المخدرات الوقائي لطلاب وطالبات المدارس.. حكاية امرأة عجوز ذهبت إلى أحد مدراء إدارات مكافحة المخدرات شاكية ابنتها التي تدرس في المرحلة الثانوية عن عزمها قتلها بمسدس لأنها لم تعطها مالا لشراء المخدرات التي ابتليت بها بسبب إحدى زميلاتها.. وقد ارتأت الأم تدخل المسؤولين في علاج ابنتها ولكن أطلقت البنت صرخة حزينة أينكم عني من زمان لو أننا وجدنا الوعي لما عرفنا هذه الآفة ومخاطرها.

وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات.. ووزارة التربية والتعليم سعتا إلى إيجاد خطة عمل توعوية لتجنيب شباب الوطن آفة المخدرات من خلال مشروع وطني كبير يعتبر أكبر مشروع على مستوى الوطن العربي (تحت مسمى البرنامج الوقائي الوطني لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية) ومن بوادر هذا العمل الجماعي المشترك انطلقت في الرياض يوم أمس ورشة العمل العلمية بحضور كبار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم من الرجال والنساء وكبار المسؤولين من ضباط الإدارة العامة للمخدرات..

حيث رعاها معالي نائب وزير التربية والتعليم للبنين الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، ومدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج وحضرها عدد من الخبراء والمختصين وقد تحدث الدكتور آل الشيخ عن اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بحماية أبناء الوطن من آفة المخدرات وأكد على اهتمام وحرص وزارة التربية والتعليم في تنفيذ هذا البرنامج التقني الذي يهدف إلى توعية ووقاية الطلاب والطالبات من المخدرات ويستهدف 5 ملايين طالب وطالبة ويغطي 25 ألف مدرسة بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات.

وأوضح بأن هذا البرنامج سينطلق مع بداية العام القادم 1434هـ - 2013م.

وقال آل الشيخ إننا قد نخسر بعض أبنائنا أو بناتنا إذا لم نتعاون ونتكاتف إعلامياً ونوعّي الأسر ولاشك بأن هذا المشروع من المشاريع الهامة التي تبعد أبناءنا عن هذه المخاطر وتعلمهم القيم الإيجابية ونحن ندرك أهمية البرامج البديلة التي تزرع الحب في الانضباط والانتماء وحب الدين والوالدين والوطن حتى نبني شخصية متكاملة بعيدة عن الانحراف.

مدير عام مكافحة المخدرات

وتحدث اللواء عثمان بن ناصر المحرج مدير عام مكافحة المخدرات الذي أوضح صدور توجيهات مقام وزارة الداخلية بتنفيذ البرنامج الوقائي الوطني ودشنه سمو وزير التربية والتعليم العام الماضي وقد تم دراسة هذا البرنامج بشكل علمي دقيق طيلة السنوات الثلاث الماضية، وأكد على حرص تطبيق هذا البرنامج من وزارة التربية والتعليم والمديرية العامة لمكافحة المخدرات باستخدام الأساليب العلمية والتقنية الحديثة وشدد على فريق خبراء البرنامج بتنفيذ البرنامج والإشراف عليه لتحقيق الأهداف المنشودة منه، وقال إن البرنامج سيستخدم وسائل الاتصال المجتمعية والمسابقات الثقافية والوسائل الإعلامية بما يتفق مع الفئات العمرية للبنين والبنات.

وقال اللواء المحرج: إننا متفائلون بنجاح هذه التجربة لأنها تجربة تحظى بالدعم من قبل قيادة هذا الوطن للحفاظ على شباب الوطن وجعلهم يسلكون مسلكاً مليئا بالإيمان وحسن الخلق وحب الوطن والبعد عن أي أمر يغير السلوك.. مشيراً إلى أن للإعلام دور مهم في معالجة مثل هذا الأمر ونحن نعول على إعلامنا أن يكون شريكا معنا..

المشرف العام على المشروع

من جانبه قال المشرف العام على المشروع د. محمد بن عبد المحسن التويجري إن الاستثمار والعمل في هذا المشروع هو الاستثمار الحقيقي وسوف نرى له نتائج لا تخطر على البال لأن سلامة أبناء الوطن لا تقدر بمليارات وهذا المشروع موجه للحفاظ على مستقبل الأمة. ونحن سنعمل على تنفيذ العديد من البرامج من خلال عدة مراحل بحيث كل مرحلة من مراحل المشروع تحتاج إلى برامج معينة.. وبرنامج حماية من البرامج التي يجب ألا ننظر إلى ما يصرف عليه.. بل ننظر إلى النتائج وما يهم حماية أبناء الوطن من المتربصين بهم.. وإذا بدأنا أقوياء سوف ننجح وإذا بدأنا ضعاف سوف نفشل.

وكيل وزارة التربية للبنين

بعد ذلك علق د. عبد الرحمن محمد البراك على هذا المشروع وقال لا يمكن أن يكون هناك مستقبل زاهر لأي مواطن إلا بسلامة أبنائه وفكرة برنامج حماية هي فكرة خلاقة وسريعة التأثير للخروج بشباب الوطن إلى بر الأمان.

مدير عام التوجيه والإرشاد

من جانب آخر قال مهند بن عبد العزيز المهيزع إننا في وزارة التربية والتعليم علينا مسؤولية كبيرة وعظيمة لتوجيه أبنائنا التوجيه الصحيح وإبعادهم عن أي مؤثرات تضر بدينهم أو أخلاقهم أو سلوكهم ولاشك بأن مثل هذا المشروع من المشاريع التي سنعمل ما في وسعنا لإنجاحه.

د. هيا العواد

وقالت وكيل الوزارة لتعليم البنات د. هياء العواد في مداخلة لها: نحن بحاجة إلى تعاون الجميع ونحن مع طرح مثل هذه المشاريع التوعوية لأن الوقاية عامل مهم جداً من خلال بث مواد إعلامية ذات فعالية ومؤثرة بعيداً عن السلبيات القديمة.

عبد الإله الشريف

وقال مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للوقاية عبد الإله بن محمد الشريف إن هذا المشروع من أضخم البرامج العملية التي تستهدف الطلاب في جميع أنحاء المملكة.. ونحن نقدر لوزارة التربية والتعليم هذا التعاون.. حتى نستطيع الوصول إلى حماية الوطن من براثن المخدرات والذي يستهدف حوالي 25 ألف مدرسة والمشروع يستمر 5 سنوات.

وأوضح الشريف بأن المملكة مستهدفة من خلال عمليات الضبطيات من خلال الزيادة في عدد القضايا خلال العام المنصرم المؤشرات الإحصائية تشير إلى ضبط أكثر من 43 ألف متهم والقضايا زادت عن 35 ألف قضية ضبطيات (الكبتاجون) وصلت 67 مليون حبة و23 طنا من الحشيش بزيادة 3 أطنان عن العام الماضي، إذاً هناك استهداف وهناك استهلاك ولابد أن نعمل على مثل هذه المشاريع التي تكفل حماية شباب الوطن.

وقد قدم مدير المشروع حسن التركان عرضاً للمشروع تحدث فيه عن الخطوات التي تمت خلال دراسة المشروع.. وعقب ذلك تمت المداخلات من قبل الحاضرين وقدم بعض الحاضرين رؤاهم حول هذا المشروع.