في هجرة في أعالي نجد تقطن قريباتي, بدويات طموحات تحملن وعثاء السفر للرس والدوادمي لسنوات حتى يحصلن على الشهادة الجامعية.كنت دائما أمازحهن وأطلب منهن أن ينتقلن للمدن ويتركن ديارهن الخالية فيقلن نحن مثل المهرات الجامحة لا نعتقل في سيارة يقودها هندي أو باكستاني!! على الأقل الهجر تمنحنا حرية لا تجدنها يا نساء المدن.
وأقول حينها :في هذه غلبتنني! قريباتي مثل غيرهن مرت خمس وست سنوات ولم يحصلن على وظيفة وحين ظهرت في الأفق أيها السيد حافز كنت مهدئا للأوجاع لكن لم نعرف أن لك مضاعفات خطيرة أفسدت علينا ترحيبنا الأول بك.
آخرها شرطك الغريب في ضرورة تحديث البيانات والدخول لموقعك كل أسبوع والتجول في مداراته الباذخةَ! أولا هل تظن يا سيد حافز أن «الحكومة الإلكترونية» قد فعلت تماما في المدن حتى تفترض أنها موجودة في القرى والهجر ؟ وهل تفترض يا صديقنا حافز أن الهاتف الأرضي قد وصل كل هجر المملكة فضلا عن توفر أجهزة الكمبيوتر في بيوت كل المسجلين في قوائمك؟ هل تتوقع أن يحمل المسجلون فيك هواتف ذكية يشتركون فيها في خدمة الانترنت؟ هل زرت قرى المملكة وهجرها الرملية والجبلية هل تأكدت يا رعاك الله من تمديد الألياف البصرية لبيوتها؟؟؟ قريباتي طلبن مرة مني تحديث بياناتهن وبعدها منعتهن كرامتهن أن يطلبن ذلك، ومن المؤكد ذكاؤهن البدوي دلهن على الحقيقةَ!؟ ولتذهب الألفين إلى شركات خدمة الهاتف الجوال مباشرة طالما أنها أكبر المستفيدين من هذا المشروع حيث يلزم كل مواطن باستخدام الانترنت وإلا يستبعد؟؟ يا سيد حافز بعد مرور سنة وعجز وزارة العمل عن تقديم حل ناجع للبطالة لعدم جديتها في التخلص من مشكلة العمالة الوافدة والتستر والتوصل لحلول مع عاملات الفلبين وإندونيسيا وهروب الخادمات وسوقهن السوداء التي أرهقت ميزانية الأسر.
مع كل هذه الملفات المتعثرة في ردهات الوزارة وجدت أن ملف السيد حافز هو أيسرها وتبارى مستشارو معالي الوزير في اختلاق الاشتراطات التي تقلل تدريجيا من قوائم المستفيدين المسجلين فيك, فهل تقبلها على نفسك يا سيد حافز بأن تكون سببا في الإضرار بمواطنيك وقد أوجدت أول ما أوجدت من أجلهم؟ لا أظنك فاعل؟؟
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah