كنت معهم في غربتهم، أكلت وشربت معهم. لم يكن لنا حديث غير الوطن. هؤلاء مسكونون بالوطن، ليس إلاّ! لديهم تحديات حقيقية مع المعرفة والمهنية والوعي الفكري والسياسي. يتهمون جيل المبتعثين أثناء السبعينات والثمانينات، بأنه هو الذي أفرز بن لادن، وأنهم هم مَنْ يصحح الصورة، ويردم الهوّة، ويزيل الأنقاض!
قلت لهم:
- هذا الكلام غير صحيح!
وأنا أعي ما أقول.
جيل السبعينات والثمانينات، جيل مكافح. حفر في الصخر لكي يبني الصورة الأولى. عاد من الغربة وساهم في بدايات التنمية. ليس كل مبتعثينا اليوم، على نفس درجة الولاء والمثابرة والأداء الحسن. وكذلك مبتعثو زمان. التيارات المتطرفة موجودة في كل زمان وفي كل مكان. لم ينجُ بلد، على مر العصور من التطرف ومن المتطرفين. ولم يكن أحد يقول بأن التطرف هو نتاج للدراسة في الخارج.
أحترمت حماس هؤلاء الطالبات والطلبة، أكبرت فيهم إحساسهم بالمسؤولية. على المؤسسات الحكومية والأهلية أن تفتح كل أبوابها لهم، بعد أن يعودوا. مبتعث حاصل على البكالوريوس أو الماجستير من أعرق جامعات العالم، ويكون عاطلاً عن العمل، ما تجي يا جماعة الخير!