لوصول منتج تجاري أو فكري إلى الناس طرق متعددة هي عبارة عن إعلان ملفت لذلك المنتج حتى يصل ويشتهر ويتداول، وقد ينفق بعض أصحاب السلع والمصانع الكبيرة على الدعاية ربما مايساوي قيمة المواد الأولية لمنتجه، ليقينه أن المستهلك ينجذب إلى ما يكرر على مسامعه أو أمام عينيه أكثر ويصدق ما تحمله الدعاية من ثناء، ليقوم بشراء ذلك المنتج دون غيره، وكثيرا ما يُستخدمُ النجوم لذلك الغرض.
ومن هنا فمن حق المنشد أو المغني أو المذيع الحسن الصوت والأداء استثمار أصواتهم لإيصال فكرة أو سلعة ما، ولكن هل من حق صاحب الصوت الذي يجب أن يراعي الأمانة في مايسوّق أن يقبل بأن يكون صوته وسيلة لإيصال باطل أو سلعة فاسدة، هنا يكون الامتحان الصعب إما بالاحتفاظ بالمبادئ والمثل والقيم النبيلة أو التضحية بالضمير والخضوع لإغراء المال والشهرة .
مادعاني للحديث عن ماسبق أن أحد المنشدين عُرض عليه أن يقوم بإنشاد أبيات تتعرض للتشنيع بشخص ما وبيان مثالبه والحط من قدره وتردد المنشد بالقبول أو الرفض وعرض الفكرة على من حذره من ذلك شديد الحذر أولا لئلا يكون مشتركا بالإثم في سب مسلم غافل والتشهير به وثانيا لئلا يكون وسيلة لإيصال باطل وثالثا ربما تعرض للمساءلة لمشاركته بالنيل من عرض إنسان من حقه أن يطالب بحقه عما ناله من تشهير.
وقفة لمرشد البذال:
يا القلب انا بهدي عليك النصيحة
هرج القفا بالك تحطه على البال
ماشوف به كود العنا والقميحة
من بين غادين الجدا قال ما قال
ناس يحسبون النميمة مديحه
وهي توصف من خبيثات الاعمال
fm3456@hotmail.com