أحد المدمنين الشباب خرج من أحد المستشفيات ذات يوم بعد أن خضع لعلاج من الإدمان، وكانت عائلته المكونة من والده ووالدته وإخوانه وأخواته فرحين به أشد الفرح، وبمجرد وصوله إلى البيت، وقبل أن يجلس مع إخوانه ويؤانسهم ويأنس بهم بعد طول غياب طلب من والده مفاتيح سيارته، لكنه رفض ذلك وطلب منه الجلوس معهم؛ لأنهم مشتاقون لرؤيته وفرحون بخروجه من المستشفى، غير أن المدمن الشاب أصر على والده وألح في طلب السيارة، حينها رضخ الوالد المغلوب على أمره وهو يعلم أنه سوف يعود إلى رفقة السوء والضياع والإدمان.
هذا حال المدمن، إن لم يكن لديه العزم الأكيد والرغبة الجادة في الإقلاع عن هذه المفاسد، حتى لو كان لديه الاستعداد النفسي للإقلاع، فإن رفقاء السوء لن يتركوا له سبيلاً حتى يعودوا به القهقرى، ويحولون بينه وبين الإقلاع، وهذا ما كان من أمر هذا الشاب الذي بمجرد خروجه من المستشفى سارع إلى الخروج مع رفقاء السوء الذين يوردونه موارد الهلاك، فسارع إليهم، والتقى بهم، وتناول شيئاً من المخدر أو الخمر، وعاد إلى أسرته وهو في وضعية سيئة أحبطت جميع أفراد الأسرة، ولم يكن خافياً ما بدا عليه من آثار تدل على أنه غير طبيعي.
وكانت العائلة قد خرجت إلى استراحة خاصة بهم تعودوا أن يقضوا فيها أوقاتهم، وبعد مرور وقت قصير سمعوا صوت بوق سيارة ابنهم يرتفع في الخارج، وهو يطلب أن يفتح له الباب من أجل إدخال السيارة إلى داخل الاستراحة، لكن والده رفض ذلك ومنع أبناءه من فتح الباب له؛ لأنه يعلم أن ابنه قادم من الشلة الفاسدة، التي لا يمكن أن تدله إلى الخير، وهو في حالة غير طبيعيه. لكن رفض الأب أن يفتح له الباب لم يرق للأم الحنون؛ فقامت بنفسها لتفتح له الباب حتى يدخل بسيارته، لكن عند فتحها جزءاً بسيطاً من الباب اندفع الابن المتهور بسرعة شديدة بسيارته نحو الباب؛ ما أدى إلى دخول مزلاج الباب في بطن والدته، وأدى إلى وفاتها في الحال.
وهكذا تسببت المخدرات في جعل هذا الابن يرتكب أشنع حادث في حياته، ويكون سبباً في مقتل والدته، وهذا سيجعله نادماً مدى الحياة، هذا إذا كان لديه إحساس أو شعور يجعله يندم. وهذا من أضرار المخدرات ومشكلاتها التي لا تنتهي، فالابن المدمن منذ خروجه من المستشفى لم يفكر في إصلاح نفسه، والاستقامة والعودة إلى الجادة، بل فكَّر في سرعة الانضمام إلى رفقاء السوء الذين أوردوه أسوأ مورد، انتهى بالتسبب في مقتل والدته التي هبت تلبية لرغبته، والاستجابة لطلبه.